responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 192
وقفت على عبارة الشيخ الكواكبي «1» فلقد أحسن- رحمه الله- كل الإحسان، ونصها:
أقول الشيء في الأصل وإن كان مصدرا أو يكون بمعنى المشيء «2» لكن إطلاقه لغة على ما يصح أن يخبر عنه فيعم الواجب والممكن والممتنع، فالتخصيص بناء. ثم قال سعدي أفندي (102 ب) هنا ما نصه: ولو سلم ذلك إلى قوله موجد ذاته، أقول لا يخفى ما فيه من البشاعة والشناعة فالإيجاد إحداث الوجود كما أن الإعدام إحداث العدم، ولذا قالوا: إنه لا يتعلق بالوجود الممكن لما فيه من تحصيل حاصل فضلا عن أن يتعلق بالواجب القديم الذي لا ينفك الوجود عنه. والذي عليه المتكلمون أن وجوده سبحانه مقتضى ذاته من غير احتياج إلى الغير، وأن صفاته واجبة به تعالى، وهذا لا يقتضي صحة أن يقال في حقه- سبحانه وتعالى- أنه موجود ذاته أو صفاته، كيف والإيجاد إخراج الشيء من العدم إلى الوجود. وأما الخلق فهو الإيجاد على قدر وتسوية كما ذكره القاضي «3» وغيره، فهو أخص من هذا الوجه لا من الوجه الذي ذكره المحشي ويشتركان في إحداث الوجود، فلو عبر في الآية الكريمة بالإيجاد بدل الخلق لاحتيج إلى التخصيص أيضا، فالإيجاد جعل الشيء موجودا «4» بعد أن لم يكن، أي لا يتعلق بالقديم «5» أيضا، انتهى. وهو كلام حسن بل هو الصواب والله أعلم.

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست