اسم الکتاب : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المؤلف : المقريزي الجزء : 1 صفحة : 420
وتارة يركبه من يريد السفر من الأعيان بمرسوم سلطانيّ، وكانت طرق الشام عامرة يوجد بها عند كل بريد ما يحتاج إليه المسافر من زاد وعلف وغيره ولكثرة ما كان فيه من الأمن أدركنا المرأة تسافر من القاهرة إلى الشام بمفردها راكبة، أو ماشية، لا تحمل زادا ولا ماء.
فلما أخذ تيمور لنك دمشق، وسبى أهلها، وحرّقها في سنة ثلاث وثمانمائة، خربت مراكز البريد، واشتغل أهل الدولة بما نزل بالبلاد من المحن، وما دهوا به من كثرة الفتن عن إقامة البريد، فاختلّ بانقطاعه طريق الشام خللا فاحشا، والأمر على ذلك إلى وقتنا هذا، وهو سنة ثمان عشرة وثمانمائة.
ذكر مدينة حطين «1»
هذه المدينة: آثارها إلى اليوم باقية، فيما بين حبوة، والعاقولة بأرض العاقولة، فيما بين قطية، والعريش، تجاهها بميل ماء عذب تسميه العرب: أبا العروق، وهو شرقيها، وهذه المدينة تنسب إلى حطين، ويقال: حطي بن الملك أبي جاد المديني، وأهل قطية اليوم يسمون تلك الأرض، ببلاد حطين والجفر، وملك حطين هذا، أرض مصر بعد موت أبيه، وكان صاحب حرب وبطش، وكان ينزل بقلعة في جبال الأردن قريبا من طبرية وإليه تنسب قرية حطين التي بها الآن قبر شعيب بالقرب من صفد. ذكر مدينة الرقة
هذه المدينة: من جملة مدائن: مدين، فيما بين بحر القلزم وجبل الطور، كان بها عند ما خرج موسى عليه السلام، ببني إسرائيل من مصر، قوم من لخم آل فرعون، يعبدون البقر، وإياهم عني الله بقوله تعالى: وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ
[الأعراف/ 138] الآية.
قال قتادة: أولئك القوم من لخم، وكانوا نزولا بالرقة، وقيل: كانت أصنامهم تماثيل البقر، ولهذا أخرج لهم السامريّ عجلا، وآثار هذه المدينة باقية إلى اليوم، فيما بقي من مدينة فاران، والقلزم، ومدين، وأيلة «2» ، تمرّ بها الأعراب.
اسم الکتاب : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المؤلف : المقريزي الجزء : 1 صفحة : 420