اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 91
مقيمون على هذه الدعوة إلى هذه الغاية. والخزر يزعمون أنّهم من قريش ومن بني أميّة وأنّ الدولة العبّاسيّة لمّا ظهرت هرب قوم من بني أميّة فتناسلوا هنالك. والبربر كلّهم يزعمون أنّهم من العرب. وهوارة تزعم أنّها من عاملة ناقلة من الشام، وزويلة تزعم أنّها من جرهم، لمّا نالهم ما نالهم بمكّة هربوا فصاروا بزويلة. وقبط مصر من أهل الصعيد يزعمون أنّهم من ربيعة ثم من تغلب وأنّ قوما من تغلب انتجعوا بإبلهم أرض مصر لطلب الكلأ وهم على دين النصرانيّة، فتزوّجوا القبطيات وتناسلوا هناك وهم التيمي من القبط.
والحبشة الذين ببلاد النجاشي يزعمون أنّهم من اليمن، فغلبت الحبشة على أرض اليمن في قديم الدهر وملكهم بها ومقامهم بها أربعين سنة حتّى صاهروا وصوهر إليهم.
1
هود عليه السلام
93 عن وهب: هو ابن عبد الله بن رباح بن حارث بن عاد بن عوص بن إرم.
ومنهم من يزعم أنّه هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشد: هذا قول أهل اليمن.
لمّا وقعت العصبيّة بين يمن ومضر ففخرت مضر بأبيها إسماعيل ادّعت اليمن هود أنّه من ولد أرفخشد أبيها. وقال حبيب البصري: هو هود بن عبد الله بن الخلود أرسله الله إلى قومه عاد، وهي عاد الأولى، وكانوا ثلاث عشرة قبيلة، وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وذكر جماعة من أهل العناية أنّ الملك بعد نوح تأثّل في عاد الأولى قبل سائر الممالك، وذلك قوله عزّ وجلّ: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً
«1» . قال: كانوا في هيئة النخل طولا وكانوا في القوّة واتّصال الأعمار
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 91