اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 519
872 والخواصّ وأسرار الطبائع في العالم موجود كثير «1» .
لا يدفع أحد أنّ في الأرض (مدنا لا يدخلها) «2» عقرب ولا حيّة مثل حمص (ومعرّة وأنطاكية) «3» ، وقد كانت أنطاكية إذا أخرج الإنسان يده خارج السور وقع عليها «4» البق، فإذا جذبها (إلى الداخل) «5» لم يبق على يده منه «6» شيء إلى أن كسر «7» عمود من الرخام في بعض المواضع فأصيب في أعلاه حق من نحاس في داخله نحو كفّ من البقّ مصوّر من نحاس، فما كان إلّا على الفور من ذلك حتّى صار البقّ يعمّ دورهم. والله عزّ وجلّ قد استأثر بعلم الأشياء، فأظهر لعباده ما شاء، قال الله «8» عزّ وجلّ: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ
«9» .
873 قال المسعودي: وأخبرني غير واحد من بلاد أخميم من صعيد مصر عن ذي النّون أبي الفيض الأخميمي الزاهد، وكان حكيما ممّن امتحن كثيرا من أخبار هذه «10» البرابي، قال: رأيت في بعضها كتابا تدبّرته فإذا هو:
احذروا العبيد المعتقين والجند المتعبّدين والنبط المستعربين. قال: ورأيت في أخرى «11» كتابا تدبّرته فإذا هو: المقدّر يقدّر والقضاء يضحك. وزعم أنّه رأى في أخرى «12» كتابة فإذا هي «13» [وافر] :
تدبّر بالنّجوم ولست تدري ... وربّ النّجم يفعل ما يشاء «14»
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 519