اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 513
862 وأقام هذا القبطي عند ابن طولون نحو سنة، فأجازه وأعطاه، فأبى قبول شيء من ذلك، وردّه إلى بلده مكرما. اللهون والفيوم
863 وحجر اللهون بالفيوم «1» من عجائب الدنيا، واللهون قرية من قرى الفيوم، وهذا الحجر شاذروان بين قبّتين مدرّج على ستّين درجة فيه فوّارات للماء، يدخل الماء منها «2» إلى الفيوم بوزن بقدر «3» ما يكفيها، وهو من أحكم البناء «4» بالهندسة عمل وبالفلسفة أتقن وفي السعود نصب. وذكر كثير من الناس أنّ يوسف عمله بالوحي ولم تزل الملوك من الأمم «5» تقصد هذا الموضع وتتأمّله «6» لما قد نمى «7» من أخباره وصار في الخليقة من عجيب إتقانه.
وهو من البناء الّذي يبقى على عابر الزمان ولا يتغيّر، ويقال إنّه عمل من ثلاثة أشياء: الفضّة والنحاس والزجاج. وفي أعلى الحجر بناء متقن، وفي الضفّة الغربية منه مسجد يقال له مسجد يوسف، وقد ذكرنا شيئا من أمره عند ذكر النيل.
864 وليس على الأرض مثل أربع كور مصر ولا تحت السّماء لهنّ نظير: كورة الفيوم وهي أفضلها وكورة أتريب «8» وكورة سمنّود وكورة صا. والفيوم فيها
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 513