اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 414
الحجاز) «1» ، وكانوا بزمهرة، وهي بين الشام والحرّة، ونزل جمهورهم بمكان يقال له يثرب بمجتمع السّيول، سيل بطحان والعقيق وسيل قناة ممّا يلي زغابة «2» .
697 قال محمّد بن كعب القرظي: وخرجت قريظة وإخوتهم (بنو هدل) «3» وبنو عمرو بن الخزرج بن الصريح وبنو النّضير بن النحام بن الخزرج بن الصريح، وهم «4» كلّهم من ولد هارون بن عمران، فتبعوا آثار هؤلاء فنزلوا بالعالية على وادين يقال لهما مذينب ومهزور، نزلت بنو النّضير على مذينب واتّخذوا عليها الأموال، (ونزلت قريظة وهدل على مهزور) «5» واتّخذوا هناك الآطام والمنازل، ونزل بعض قبائل العرب عليهم. فذكر توبة بن الحسن بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه عن جدّه قال: كان بالمدينة قرى وأسواق من يهود بني إسرائيل، وكان قد نزلها عليهم أحياء «6» من العرب، فكانوا معهم وابتنوا الآطام والمنازل قبل نزول الأوس والخزرج عليهم. وقال (شاعر بني أنيفة) «7» [طويل] :
ولو نطقت يوما قباء لخبرت ... بأنّا نزلنا قبل عاد وتبّع
وآطامنا عادية مشمخرة ... تلوح فتبقى من تعادي وتبع «8»
وإنّما سمّيت قباء بالبئر الّذي في دار توبة بن الحسن بن السائب بن أبي لبابة يقال لها قباء. (ومن آطامهم بلحان. قال الشّاعر [رجز] :
من سرّه رطب وماء بارد ... فليأت أهل المجد من بلحان) «9»
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 414