اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 405
بن أبي علاج البنّاء المكّي بأمر القرمطي- لعنه الله- وحمل الحجر إلى بلاده.
قال أصحاب التواريخ: فرمى الله عزّ وجلّ القرمطي في جسده وطال عذابه وتقطّعت أوصاله وأراه الله عزّ وجلّ في نفسه عبرة. وأعيد الحجر في مكانه يوم النحر، ردّه بيده حسن بن المزوّق البنّاء، فكانت غيبته «1» من يوم قلع إلى يوم ردّ اثنتين وعشرين سنة إلّا أربعة أيّام. وكان مكانه فارغا يدخل المسلمون أيديهم فيه إلى أن ألقى الله في قلوب الكفرة رهبة. قال: وأخبرني أبو العبّاس قال: لمّا حضرت سنة خمس عشرة وأربعمائة الحفر بين الحجون والأوصام أثيرت «2» هناك جماجم وعظام كثيرة، فلمّا رأوا ذلك أعادوا ما نبش من التراب منها. ذكر كسر الحجر
681 قال: وشهدت سنة ثلاث عشرة وأربعمائة كسر الحجر الأسود، وذلك أنّه لمّا كان ثالث يوم النحر، وهو اليوم الّذي يتعجّل فيه الحجّاج من منى إلى مكّة، والناس في صلاة الظهر، أتى «3» رجل من غمار الناس كان ممّن ورد في قافلة مصر زعموا أنّه من مدينة بردعة، فانتهز الفرصة باشتغال الناس في صلاتهم فقصد قصد «4» الحجر بيده دبّوس من حديد، فضربه ضربات أبان بها من وسطه ثلاث شظايا، ثمّ ولّى ذاهبا يريد باب الصّفا، فبادره الناس فقتل مكانه وقتل لأجله من حاج أهل المغرب في شعاب مكّة وأطرافها أزيد من خمسمائة رجل. ثمّ ردّت تلك الفلق إلى موضعها وشدّت باللجين.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 405