اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 386
نعم نحن كنّا أهلها فأزالنا «1» ... صروف الليالي والجدود العواثر
وكنّا لإسماعيل صهرا وجيرة ... ولما «2» تدر يوما علينا الدوائر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بذاك البيت والخير ظاهر «3»
وصاهرنا من أكرم الناس والدا ... فأبناؤه منّا ونحن الأصاهر
وأخرجنا منه المليك بقدرة ... كذلك يا للناس تجري المقادر
وأبدلنا ربّي بها «4» دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدو المحاصر
أقول إذا نام الخلي ولم أنم ... أذا العرش لا يبعد سليم وعامر
وبدلت منها أوجها لا أحبّها ... قبائل منها حمير ويحابر «5»
وصرنا أحاديثا وكنّا بغبطة ... بذلك عضتنا السنون الغوامر
فسّحت دموع العيون تبكي لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
فبطن منى أمسى كأن لم يكن به ... مضاض ومن حيّ عدي عمائر «6»
فهل فرح آت (تمنّى وجوده) «7» ... وهل فزع «8» ينجيك ممّا تحاذر
قال (ابن الزبير) «9» [بسيط] :
يا أيّها الناس سيروا إنّ قصدكمو ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
كنّا أناس كما كنتم فغيّرنا ... دهر فأنتم كما كنّا تكونونا
حثّوا المطي وأرخوا من أزمّتها ... قبل الممات وقضّوا ما تقضونا
أحكموا أمر دنياكم فإنّكم كما ... يموت الأولى أنتم تموتونا «10»
قد مال دهر علينا ثمّ أهلكنا ... بالبغي منه فقد صرنا أفانينا
كنّا زمانا ملوك الناس «11» قبلكم ... وفي بلاد حرام كان يأوينا
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 386