اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 377
حرم الله المختار من ولد رسول الله، أمير المؤمنين وإمام المسلمين ومذلّ المنافقين «1» ، وخليفة ربّ العالمين وحاصر الظالمين وقامع المعتدين وسراج المستبصرين وضياء المستضئين، صلّى الله عليه وعلى آله الطيّبين كثيرا. إلى فلان سلام عليك «2» ، فإنّي أحمد الله الّذي لا إله إلّا هو وأسأله أن يصلّي على محمّد جدّي «3» رسول الله. أمّا بعد، ثمّ يختم: إن شاء الله سبحانك اللهمّ وبحمدك «4» ، وتحيّتهم فيها سلام، وآخر دعواهم إنّ الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد «5» جدّي، رسول الله وسلّم.
638 قال عبد الله بن أبي الطاهر: ورد الخبر في سنة سبع وثمانين ومائتين بدخول أبي سعيد القرمطي هجر، وذلك بعد حصار «6» أربع سنين، فوصلوا إلى قوم هلكوا جوعا وهزلا وبعد أن كان الوباء قد نزل «7» فيهم، فمات منهم خلق كثير. فقتل منهم القرمطي ثلاثمائة ألف وطرحهم أحياء في النار، فنجا منهم خلق قليل «8» إلى جزيرة أوال. قال: وبلغني أنّه لم يبق من أهل هجر يومئذ إلّا عشرون رجلا. فسار جماعة من أصحاب الجنّابي إلى حصن يقال له الفلج بينه وبين هجر ستّة أيّام، وبين هذا الحصن وبين مكّة تسعة أيّام. وقال قتادة إنّ أصحاب الرّسّ الّذين ذكرهم الله عزّ وجلّ في كتابه «9» كانوا أهل فلج.
639 فأمّا الطّريق من البحرين إلى عمان فقد كان في البرّ، ثمّ ركبه الرمل، فالطريق بينهما اليوم في البحر بين جبلين يسمّيان كسير وعوير، وهو موضع
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 377