اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 375
634 وكان بالزرادة رجل يعرف بإبراهيم الصّائغ، وكان داعية لهم وجّهوه غير ما مرّة إلى ناحية «1» فارس والأهواز لدعاء «2» الناس. قال ابن أبي الطاهر: فجاءني يوما وقال لي: اعلم أنّ هؤلاء القوم على ضلال، كنت أمس مع أبي سعيد الجنّابي «3» وقد قدم عليه رجل من أهل جنّابا يقال له يحيى بن علي، فأكلنا عنده، فلمّا فرغ قام فأخرج امرأته، ثمّ أدخلها مع يحيى في بيت وقال لها: إن أرادك الولي فلا تمنعيه نفسك، فإنّه أحقّ بك منّي.
635 قال أبو علي عريب بن سعد في تاريخه: ذكر محمّد بن داود بن الجرّاح أنّ قرمط رجل من سواد الكوفة كان يحمل غلّات السّواد على أثوار له يسمّى حمدان ويلقّب بالقرمطي. قال: وذكر أنّ القرامطة جاؤوا بكتاب فيه:
باسم الله الرحمن الرحيم، يقول الفرج بن عثمان، وهو من قرية يقال لها نصرانة داعية المسيح، وهو المهدي، وهو الكلمة، وهو (أحمد بن) «4» محمّد بن الحنفية وهو جبريل. وقد ذكر أنّ المسيح تصوّر له في جسم إنسان «5» وقال له: إنّك الداعية وإنّك الحجّة وإنّك روح القدس وإنّك يحيى بن زكريا. وعرّفه «6» أنّ الصلاة أربع ركعات ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان قبل غروبها، وأثبت في الآذان: وأشهد أنّ موسى رسول الله وأشهد أنّ عيسى رسول الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله وأشهد أنّ [أحمد بن] «7» محمّد بن الحنفيّة رسول الله، وأن يقرأ في كلّ ركعة بسورة الاستفتاح، وهي من السور المنزّلة بزعمهم على أحمد بن محمّد، وهي:
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 375