responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد    الجزء : 1  صفحة : 359
607 وقد كانت حرقة بنت النعمان إذا خرجت إلى بيعتها يفرش لها طريقها بالحرير والديباج. فلمّا هلك النعمان نكبها الزمان، وقدم سعد بن أبي وقّاص رضه القادسية أميرا عليها، وقد هزم الفرس وقتل رستم، فأتته حرقة بنت النعمان في إماء من نسائها وعليهنّ المسوح والمقطّعات السود مترهّبات يطلبن صلته. فلمّا وقفن بين يديه قال: أيّتكنّ حرقة؟ قالت: ها أنا ذه. قال: أنت حرقة؟ قالت: نعم فما تكرارك «1» في استفهامي؟ إنّ الدنيا دار دول وزوال ولا تدوم على حال ولا تبقي على أحد، تنتقل بأهلها انتقالا وتعقبهم بعد حال حالا، كنّا ملوك هذا المصر يجبى إلينا خراجه ويطيعنا أهله. فلمّا أدبر الأمر صاح بنا صائح الدهر فصدع عصانا وشتت ملأنا، وكذلك الدهر يا سعد ليس من قوم كانوا في حبرة إلّا والدهر يعقبهم عبرة. ثمّ أنشأت تقول [طويل] :
فبينا نسوس النّاس «2» والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف
فأفّ لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلّب تارات بنا وتصرّف
فأكرمها سعد وأحسن جائزتها، فلمّا أرادت فراقه قالت: لا نزع الله من عبد صالح نعمة إلّا جعلك سبب ردّها إليه.
608 وروي أنّ إسحاق بن طلحة بن عبيد الله دخل على حرقة بنت النعمان بن المنذر بالحيرة في بيعتها وهي في نسوة راهبات قال: فما رأيت مثل وجوههنّ نسوة، فقال لها: كيف رأيت غمرات الملك يا حرقة؟ قالت: هذا خير ممّا كنّا فيه، إنّا نجد في الكتب أنّه ليس من بيت يمتلأ حبرة إلّا امتلأ عبرة، وأنّ

اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست