اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 357
قال: آثار عرس. قال: وأيّ عرس؟ قال: عرس رقاش. فنخر «1» جذيمة وأكبّ على الأرض ورفع عدي «2» جراميزه وأسرع الفرار، وجدّ جذيمة في طلبه ولم يقع له على خبر. وقيل إنّه ظفر به فقتله وبعث جذيمة إلى رقاش فقال لها [خفيف] :
خبريني رقاش لا تكذبيني ... أبحرّ زنيت أم بهجين
أم بعبد فأنت أهل لعبد ... أم بدون فأنت أهل لدون
قال: فكتبت إليه رقاش [خفيف] :
أنت زوّجتني وما كنت أدري ... وأتاني النّساء للتّزيين
ذاك من شربك المدامة صرفا ... وتماديك في الصّبى والمجون
فنقلها جذيمة إليه وحصنها في قصره، فاشتملت على حمل وأتت بولد سمّي عمرا، فأعجب به جذيمة فألقيت عليه منه محبّة «3» . وقد خرج مع خاله جذيمة في سنة قد أكمأت [الأرض] وبسط له في روضة وعمرو في غلمة يجتنون الكمأة فكانوا إذا أصابوا كمأة طيّبة أكلوها، وإذا أصابها عمرو أقبل يسعى بها إلى خاله وهو يرتجز ويقول [رجز] :
هذا جناي وخياره فيه ... إذ كلّ جان يده إلى فيه
ثمّ إنّ الجنّ استطارته، فضرب له جذيمة في الآفاق زمانا فلم يسمع له خبرا إلى أن وجده نديماه مالك وعقيل ابنا فالج.
604 ثمّ كان من قتل الزّبّاء لجذيمة ما قد تكرّر نقله وكثر ذكره، وهي الّتي قالت له وقد كشفت عن كعثبها وقد عقدت شعرة بإستها: أشوار عروس ترى يا
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 357