اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 341
ذكر الجلالقة
568 وهم حرب للإفرنجة إلّا أنّ الجلالقة أشدّ منهم بأسا وهم أشدّ على الأندلس من جميع الأمم. ورأيهم رأي الملكية أيضا، ومن ملوكهم ألفونش ثمّ أردون «1» ثمّ ردمير الّذي كان زمن عبد الرحمن بن محمّد.
569 ولمّا قتل عبد الرحمن وزيره أحمد بن إسحاق- وهو من ولد أبيه- «2» لأمر استحقّ عليه بالشريعة القتل عصى أخوه أميّة بن إسحاق بن محمّد بن عبد الرحمن، وكان صاحب شنترين، وصار في حيّز ردمير يدلّه «3» على عورات المسلمين. فخرج أميّة متصيّدا، فغلب على المدينة بعض غلمانه ومنعه من الدخول، وكاتب عبد الرحمن ولحق أميّة بردمير واستوزره ورفعه. وغزا عبد الرحمن بعض سمّورة دار مملكة الجلالقة، وسنذكرهما مع الأمصار إن شاء الله. وكان عبد الرحمن في مائة ألف وأزيد، فكان التقاؤه مع ردمير في شوال سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بعد الكسوف الّذي كان في هذا الشهر بثلاثة أيّام، فكانت للمسلمين عليهم، ثمّ ثابوا بعد أن حوصروا، فقتلوا من المسلمين نحو خمسين ألفا. وقيل إنّ الّذي منع ردمير من طلب من نجا من المسلمين أميّة وحذّره الكمين ورغبه في انتهاب ما في العسكر من العدد والأموال والخزائن، ولولا ذلك لأتى على المسلمين.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 341