اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 340
وترتفع أبخرته. ويكون بيد كلّ واحد منهم ضغث من حشيش يحرّك به الهواء ويجذبه إلى نفسه، فتنفتح مسامّهم ويخرج فضول أجسامهم فتجري منهم السيول. ولا يكون على أحدهم أثر جرب ولا قرح، وهم يسمّون هذا البيت الأطبا.
566 وملوكهم يسافرون بالعجل العظام العالية الجارية على أربعة أفلاك وقوائم، في زواياها أربعة أعمدة وثيقة، وعلّق منها هودج بسلاسل حصينة وكسي بالديباج، فلا يتقلقل الجالس فيه تقلقل العجلة، يعدّونه للمرضى والجرحى. والصقالبة تحارب الروم والإفرنج والنوكبرد وغيرهم من الأمم، والحرب بينهم سجال. ذكر الإفرنجة
567 الإفرنجة من ولد يافث هم والجلالقة والصقالبة والنّوكبرد والأشبان والترك والخزر وبرجان واللّان وياجوج وماجوج. والإفرنجة تدين بدين النصرانية برأي الملكية منهم، ودار مملكتهم الآن بريزة «1» ، وهي مدينة عظيمة، ولهم من المدائن نحو من خمسين ومائة مدينة. وقد كانت مملكتهم قبل ظهور الإسلام بإفريقية وجزيرة صقلّية وجزيرة إقريطش، وهي للمسلمين الآن.
وأوّل ملوكهم قلوديه، وهو أوّل من تنصّر، وكان مجوسيا نصّرته امرأته واسمها غرطلد «2» . وملكهم الآن سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة لذويق «3» بن قارله «4» ، وهذان اسمان يتكرّران في ملوكهم.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 340