اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 315
507 ثمّ اختلفت ملوكهم في اعتقاد هذه المذاهب بعد ذلك، ولم يزالوا يتوارثون الملك إلى أن أفضى الملك إلى هرقل. ولسبع سنين من ملكه كانت هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الّذي ضرب الدنانير الهرقليّة وإليه انتهت «1» الهرقلية.
وملك خمس عشرة سنة، وهو هرقل بن يوسطين «2» وكان أبوه ملكا أيضا.
وفي كتاب السّير أيضا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هاجر وملك الروم قيصر بن فوق.
وبقي هرقل حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ثمّ ملك بعده موريق، وقيل إنّ هرقل بقي الى آخر أيّام عمر على ما ذكرناه، وقيل إنّه هرقل آخر. ولا شكّ أنّ المملكة كانت في هرقل إذا استفتحت الشّام هذا أو غيره، فبقي إلى أيّام عمر، فكان موريق زمان عثمان رضه.
508 ثمّ ملك بعده ابنه جبرون بن وافاوى إلى خلافة عمر بن عبد العزيز. فلمّا كان من أمر مسلمة ما كان اضطربت مملكة الروم وانحرفت ووليّهم من غير أهل بيت المملكة، ولم تزل كذلك إلى أن وليهم قسطنطين بن أليون، وهو من ملوكهم الأخيرة المختلف في نسبهم، وذلك أيّام المنصور. ثمّ ابنه أليون أيّام المهدي والهادي، ثمّ قسطنطين بن أليون وأمّه كانت ملكة مشاركة له لصغره، وسملت عيناه فبقي ملكا بعض أيّام الرشيد.
509 ثمّ نقفور «3» بن استبراق باقي زمان الرشيد وغزاه، فكانت بينهما حروب
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 315