اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 245
ابن معاوية الضرير عن الزّبير بن عدي قال: رأيت الشعبي يلعب بالشطرنج وإلى جانبه قطيفة، فإذا مرّ به جماعة أدخل رأسه فيها، وكان يجيز «1» شهادة اللاعب بها ما لم يكن قمارا ولم يؤخّر بسببها صلاة. وكان الرشيد حبس موسى بن جعفر بن محمّد في دار السّندي بن شاهك، فربّما خرج عليهم من الموضع الذي هو فيه فيراهم يلعبون بها فيقومون عنها فيقول لهم: ارجعوا فإنّه أحسن ما تشاغل به الناس ما لم يكن فيه «2» قمار.
360 وملك بلهيت ثمانين سنة، ثمّ ملك كورث، وهو الذي عمل له الكتاب الأعظم «3» في الأدواء والعلل وعلاجها وشكّلت الحشائش وصوّرت. وبعد ملكه تحزّبت أحزاب الهند وتفرّقت آراؤها ومملكتها، فتملّك أرض السّند ملك وأرض القنّوج [ملك] «4» - وهو بروزة سمة لهم ولا بحر له- وأرض القشمير ملك «5» والمانكير ملك- وهي الحوزة الكبرى- فسمّي البلّهرى فصارت سمة لمن طرأ من الملوك في هذه الحوزة إلى وقتنا هذا. وبلاد البلّهرى يقال لها الكمكم «6» ومنها يجلب السّاج وبها يكون «7» ... وهي مملكة واسعة، وقد ذكرنا أنّ من حوله من الملوك يصلون إليه.
وينضاف الى مملكة الهند ملك الزّابج وهي مملكة المهراج ملك الجزائر، وهذه المملكة فرق ما بين الهند والصّين. ومعنى المهراج عندهم ملك الملوك.
قال: وليس له مملكة غير الجزائر وليس في ملوك الهند أكثر خيرا منه ولا أقوى دخلا، ويقال إنّ دخل قمار الدّيوك خاصّة يبلغ كلّ يوم في مملكته خمسين منّا من ذهب. ويكون بطواران من جزائره كافور ومعدنه جزيرة رامنا.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 245