اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 207
296 وعلى هذا البحر ممّا يلي الباب والأبواب الموضع المسمّى باغة، وهي النّفاطة من هنا يحمل النفط «1» الأبيض، وهناك آطام وهي عيون النيران تظهر من الأرض وترى في الليل على مسافات كأطمة صقليّة وأطمة وادي برهوت من بلاد الشحر وحضر موت وأطمة أشك بين بلاد فارس والأهواز ترى بالليل من مسيرة أربعين فرسخا، والأطمة العظيمة التي في مملكة المهراج ملك جزائر الزابج، والمهراج سمة لكلّ من ملكها، يلحق «2» لهب هذه الأطمة بأعنان السّماء لذهابها في الجوّ ويسمع منها كالذّي يسمع من أصوات الرعد والصواعق، وربّما ظهر منها صوت عجيب مفزع يسمع من البلاد النائية فينذر بموت بعض ملوكهم، وربّما كان أخفض من ذلك ينذر بموت بعض رؤسائهم، قد عرفوا ذلك بطول التجارب والعادات على قديم الزمان، وإنّ ذلك غير مختلف من التنبيه.
297 فهذه البحار الخمسة «3» : البحر الأعظم بحر أقيانس والبحر الحبشي [والبحر] الرومي والبحر الخزري وبحر مانيطش فيها إلّا أنّه صغير عنها، وليس شيء من هذه البحار يتّصل بالبحر الحبشي، وأمّا سائرها فمتّصلة وهي من بحر واحد إلّا أنّ بحر الخزر قد اختلف فيه هل يتّصل ببحر أقيانس أو لا.
والصّحيح عندنا أنّه لا يتّصل بشيء من هذه البحار. قال: وقد زعموا أنّ خليج القسطنطينية الآخذ من مانيطش متّصل ببحر أيضا، وذلك لا يصحّ.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 207