اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 204
290 ومن بحر إفريقية وصقلية يخرج المرجان، وهذا المضيق الذي قدّمنا ذكره وهو الخليج الذي عليه طنجة متّصل ببلاد المغرب وإفريقية والسّوس وأطرابلس المغرب والقيروان وساحل برقة والرّمادة إلى بلاد الإسكندرية إلى تنّيس ودمياط وساحل الشّام ثمّ ساحل الرّوم إلى بلاد رومة إلى أن يصل إلى ساحل الأندلس راجعا إلى الخليج الضيّق الذي بدأنا بذكره. ويخرج (منه خليج) «1» إلى ناحية الشمال قرب رومة يكون طوله خمسمائة ميل يسمّى إدريس، وهو الذي تعرفه الرّوم بماء ربجينه «2» ، ويخرج منه خليج [آخر] «3» إلى أرض نربونة «4» يكون طوله مائتي ميل.
[بحر نيطش]
291 وبحر نيطش يمرّ على بلاد لاذقة «5» إلى القسطنطينية أيضا، وطوله ألف ومائة ميل وعرضه ثلاثمائة ميل. وهذا البحر بحر نيطش وهو بحر أمم من التّرك والبرغر والرّوس وغيرهم، وهو يمتدّ من الشمال من ناحية المدينة التي تدعى لاذقة «6» ثلاثمائة ميل، وهي من وراء القسطنطينية. ويتّصل هذا البحر من بعض جهاته ببحر الخزر المذكور من خلج وأنهار عظام هناك، ولذلك غلط بعض مصنّفي الكتب فزعموا أنّ بحر نيطش وبحيرة مانيطش وبحر الخزر هو واحد.
وأمّا بحر مانيطش فمنه ينفجر خليج القسطنطينية الذي يصبّ إلى بحر الرّوم، وهو البحر الشّامي، وطول هذا الخليج ثلاثمائة وستّون ميلا وعليه «7» من الجانب الغربي القسطنطينية، وينعطف أيضا عليه من جهة الشمال ثمّ يتّصل
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 204