responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد    الجزء : 1  صفحة : 166
ففي ذاك للمؤتسي أسوة ... ومأرب عفّى عليه العرم
رخام بنته لهم «1» حمير ... إذا جاء ماؤهم لم يرم
فأروى الحروث وأعنابها ... على سعة ماؤها قد قسم
فكانوا كذلك في خفية ... فمال بهم جارف منهدم
فصاروا أباديد ما يقدرو ... ن منه على شرب طفل فطم
221 وكان سطيح وعمران بن عامر أخوا مزيقيا وطريفة الكاهنة ينذرون مزيقيا بذلك، وطريفة امرأة من أهل ردمان. فكان عمرو مزيقيا يقول لطريفة:
وما آية ذلك؟ فتقول: إذا رأيت جرذا يكثر بيديه في السّدّ الحفر ويقلّب برجليه الصخر فاعلم أنّه قد اقترب الأمر. فيقول: وما هذا الأمر؟
فتقول «2» : وعد من الله نزل ونكال بنا نكل، فبغيرك «3» يا عمرو فليكن الثكل. وكان عمرو يحرس السّدّ حتّى رأى به يوما جرذا يقلّب بيديه صخرة ما يقلّبها خمسون رجلا، فرجع وهو يقول [رجز] :
أبصرت أمرا هاج لي برج السقم ... من جرذ كفحل خنزير أحم
له مخاليب وأنياب فطم ... يسحب فهرا من جلاميد العرم
ما فاته سجلا من الصخر قصم ... كأنّها تقرض قطعا «4» من أرم
222 فأجمع عمرو على الخروج من سبأ وبيع ماله بها وأعمل الحيلة في أن لا ينكر الناس ذلك منه، فقال لابنه: إنّي صانع طعاما وادع إليه أهل مأرب فاجلس عندي ونازعني الحديث واردد عليّ مثل ما أقول لك. ففعل ذلك وتشاتما «5» وصاح عمرو: وأذلّاه يوم ينجد «6» عمرو وصبي. وحلف لا

اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست