اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 127
قتل جالوت زوّجته ابنتي وأجريت خاتمه في ملكي. فلمّا أتى داود وجرّبوه بالقرن فكان كما قال النبيّ: وبالتنور نملأه، وكان منحوفا مصفارّا ولم يدخله أحد إلّا تغلغل «1» فيه.
156 وكان جالوت من أجسم الناس، فمشى داود إلى جالوت فأخرج الحجارة وجعلها في القذّافة، فكلّما أخرج حجرا منها قال: باسم أبي إبراهيم، والثاني: باسم أبي إسحاق، والثالث: باسم أبي يعقوب. ثمّ أدار القذّافة فصارت الأحجار حجرا واحدا، ثم أرسله (فصكّ به بين عيني) «2» .
جالوت فنقبت رأسه وقتلته ولم يزل يموت كل إنسان تصيبه بحياله «3» فهزموهم عند ذلك. وزوّج طالوت ابنته من داود وأجرى خاتمه في ملكه، فمال الناس إلى داود. قال: سلّم له طالوت الجباية وثلث الحكم. ثمّ حسده بعد ذلك طالوت وأراد اغتياله، وسجى له داود [زقّ] «4» خمر في مضجعه، ودخل طالوت فضربه فطارت نقطة من الخمر إلى فيه، فقال طالوت: يرحم الله داود، ما كان أكثر شربه للخمر. ثمّ أتى داود طالوت فوضع سهمين عند رأسه وهو نائم وآخرين عند رجليه. فلمّا استيقظ طالوت عرفها وأيقن أنّ داود خير منه حين كفّ عنه وقد ظفر به. ثمّ إنّ طالوت كان لا ينهاه أحد عن داود إلّا قتله. ثم أدركه الندم من ذلك وأقبل على طلب التوبة، فسأل امرأة كان عندها الاسم المكنون فقالت: لا أعلم لك توبة إلّا أن تتخلّى عن ملكك وتخرج أنت وولدك فتقاتلوا في سبيل الله حتى تقتلوا.
ففعل طالوت ذلك حتّى قتل.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 127