اسم الکتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة المؤلف : محمد محمود محمدين الجزء : 1 صفحة : 50
يتضح لنا من العرض السابق أن العرب والمسلمين أسهموا في إثراء الفكر الجغرافي وحفظوا كثيرًا من تراث الإغريق والرومان، واهتم هؤلاء العلماء بدراسة الجغرافيا الإقليمية لأقطار العالم الإسلامي. ونجح العلماء المسلمون في تحديد المواقع الفلكية لكثير من المدن وصححوا أخطاء بطليموس. واهتم هؤلاء العلماء كذلك بخطوط الطول أكثر من اهتمامهم بتحديد دوائر العرض؛ لأن خطوط الطول تمكنهم من معرفة الأوقات التي يعتمدون عليها في شعائرهم الدينية مثل الصلاة والصوم. وقد اكتفينا ببعض الأمثلة من الجغرافيا عند المسلمين لتوضح طرفًا من إسهامات العرب والمسلمين في مجال الجغرافيا ولم نتعرض إلا لعدد قليل منهم بما يتفق والهدف من هذا الموضوع.
الجغرافية الحديثة وفروعها
مدخل
...
رابعًا: الجغرافيا الحديثة وفروعها:
شهد النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي الميلاد الحقيقي للجغرافيا الحديثة ومن أمثلة ذلك كاتب "الفزيوغرافيا" من تأليف هكسلي Huxley، وبعد الحرب العالمية الأولى توسعت الجغرافيا في الجامعات وأسهمت الاختراعات الحديثة في نموها وتعدد فروعها.
ويرى بعض الباحثين أن عصر الجغرافيا الحديثة بدأ في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي على يد العالم الألماني إسكندر همبولت Humboldt الذي قام برحلات عديدة في كل من أمريكا الوسطى والجنوبية ووصف رحلاته في أربعين مجلدًا، وبين في دراسته مدى العلاقة بين الإنسان وبيئته، وشاهدت الجغرافيا منذ القرن السابع عشر الميلادي انسلاخ عدد من موضوعاتها تحت أسماء مختلفة، ومن أوائل تلك الموضوعات علم الجيولوجيا وذلك في نهاية القرن السابع عشر، لكنها على الرغم من ذلك ظلت تمثل معينًا للجيمورفولوجيا، وكذلك انسلخ عن الجغرافيا علم
اسم الکتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة المؤلف : محمد محمود محمدين الجزء : 1 صفحة : 50