اسم الکتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة المؤلف : محمد محمود محمدين الجزء : 1 صفحة : 328
ولقد مرت علاقة الإنسان ببيئته بتطورات كثيرة بدأت منذ مئات الآلاف من السنين حين كان الإنسان مجرد جامع لثمار النبات وأوراقه وجذوره، وفي هذه المرحلة لم يتعد أثر الإنسان أثر آكلات العشب، ثم تحول الإنسان إلي صائد قناص للحيوانات فأضحى أثره شبيهًا بآكلات اللحوم، تلت ذلك مرحلة استقرار وزراعة، أي مرحلة إنتاج للطعام بعد أن كان مجرد مستهلك، وفي تلك المرحلة أحدث الإنسان بعض تغيرات في بيئته لكنها لم تضر البيئة، ثم جاءت مرحلة الصناعة واستخدام المواد الكيماوية وتلويث الجو بأدخنة المصانع فظهرت مشكلات بيئية عديدة.1
إن الإنسان بطبيعته لا يستطيع العيش بعيداً عن موارد رزقه وعن أفراد جنسه، وبما أن موارد الرزق ليست موزعة بالتساوي على سطح كوكب الأرض فإننا نجد بنى البشر يكثرون في مناطق ويقلون أو ينعدمون في مناطق أخرى. ويختلف تأثيرهم في بيئاتهم تبعًا لأعدادهم وأساليب استغلالهم لموارد البيئة.
1 الإنسان والبيئة "1411هـ-1990م"، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ص13-15. توزيع السكان على سطح الأرض والعوامل المؤثرة فيه
مدخل
...
أولاً: توزيع السكان على سطح كوكب الأرض والعوامل المؤثرة فيه
ليس في مقدورنا أن نرجع في دراسة الإنسان إلى ما قبل العصر الحجري حينما احترف الجمع والالتقاط ثم تعلم الصيد واعتصم بالكهوف وكان أسيرا لظروف بيئته والمصادفات. ويقدر بعض الباحثين عدد السكان في العالم لفترة نهاية العصر الحجري القديم بنحو 5 مليون نسمة، ويبنون تقديرهم هذا على أساس أن عدد السكان كان محدوداً ولم يزد لاعتمادهم على الصيد، والصيد كثير الأخطار وغير مضمون إذ إنه يرتبط بالحيوان والحيوانات تتوزع في مساحات شاسعة وهى سريعة العدو
اسم الکتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة المؤلف : محمد محمود محمدين الجزء : 1 صفحة : 328