اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 606
من أولاده. وكانت الوقيعة سنة اثنتين وتسعين من الهجرة فانهزم القوط أعظم هزيمة وقتل لذريق وغلبت العرب على الأندلس.
وادي الحجارة [1] :
وهي مدينة تعرف بمدينة الفرج بالأندلس، وهي بين الجوف والشرق من قرطبة، وبينها وبين طليطلة خمسة وستون ميلاً.
وهي [2] مدينة حسنة كثيرة الأرزاق جامعة لأشتات المنافع والغلات، ولها أسوار حصينة ومياه معينة وبغربيها نهر صغير لها عليه بساتين وجنات وكروم وزراعات وبها من غلات الزعفران الشيء الكثير، يتجهز به منها إلى سائر البلاد، وبينها وبين مدينة سالم خمسون ميلاً.
وادي العلاقي [3] :
في أرض الحبشة، إليه يختلف أهل الصعيد وهو واد فيه خلق كثير وجمع غزير، والعلاقي في ذاته كالقرية الجامعة والماء بها من آبار عذبة، ومعدن النوبة المشهور متوسط في أرضها في صحراء لا جبل حولها وإنما هي رمال لينة وسباسب سائلة، فإذا كان أول ليالي الشهر العربي وآخره خاض الطلاب في تلك الرمال بالليل، وكل واحد منهم ينظر فيما يليه من الأرض، فإذا أبصر التبر يضيء بالليل جعل على موضعه علامة يعرفها وبات هناك، فإذا أصبح عمد كل واحد إلى علامته فيأخذ ما يجد فيه ويحمله معه فمضى به إلى آبار هناك، ثم يقبل على غسله بالماء في جفنة عود، فيستخرج الكثير منه، ثم يؤلفه بالزئبق ويسبكه بعد ذلك، فما اجتمع لهم تبايعوه فيما بينهم واشتراه بعضهم من بعض، ثم يحمله التجار إلى سائر الأمصار، فهذا شغلهم دأباً لا يفترون عنه، ومن ذلك معايشهم ومبادي مكاسبهم وعليه يعولون.
وادي درعة [4] :
بالمغرب، بينه وبين سجلماسة خمسة أيام، وعليه الطريق في الصحراء إلى بلاد السودان.
وادي سبو [5] :
على نحو ثلاثة أيام من فاس، وفيه يصب وادي فاس وهو نهر عظيم من أعظم أنهار بلاد المغرب، منبعه من جبل في بلاد بني واريتن، ويتصيد فيه الشابل الكبير ويدخل فيه الحوت الكبير، يجلب إلى فاس ومكناسة وتصنع منه ألوان كثيرة.
وادي زاقه:
في البلاد الإفريقية بين باجة والأربس، تقدم ذكره في حرف الزاي. وبار[6] :
مبني على الكسر، بالدهناء، وبها إبل حوشية، قال الخليل: كانت محلة عاد وهي بين اليمن ورمال يبرين، وقد يعرب بوجوه الإعراب، وقال الشاعر:
ومر دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار ويقال إن وبار بن أميم بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح صارت إلى رمل عالج وهي الأرض المعروفة بأرض وبار، فأهلكهم الله لما كان من بغيهم في الأرض وانقرضوا. والعرب تزعم أن ديار وبار سكنتها الجن وحمتها من كل من أرادها، وكانت أخصب بلاد الله تعالى وأكثرها شجراً وأطيبها ثمراً، وإذا دنا أحد من تلك البلاد ساهياً أو متعمداً أسفت الجن عليه سوافي الرمل وأثارت عليه الزوابع، فيزعمون أنه ليس بهذه الأرض إلا الجن والجمال الوحشية، وهذا عند كثير من العقلاء مردود.
قال أبو عمرو [7] : وبار بالدهناء، بلاد بها إبل حوشية ونخل كثير لا أحد يأبره ولا يجده وزعم أن رجلاً وقع إلى تلك الأرض فإذا بتلك الإبل ترد عيناً وتأكل من ذلك التمر فركب فحلاً منها ووجهه قبل أهله، فاتبعته تلك الإبل الحوشية فذهب بها إلى أهله، وقال الخليل: وبار كانت محلة عاد بين اليمن ورمال يبرين فلما أهلك الله تعالى عاداً أورث محلتهم الجن فلا يقربها أحد من الناس، وهي الأرض التي ذكرها الله تعالى في قوله عز وجل " واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون. أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون ".
ويذار [8] :
من مدن خراسان، وهي مدينة حسنة متوسطة المقدار [1] بروفنسال: 193، والترجمة: 234 (Guadalojara) . [2] الإدريسي (د) : 189. [3] الإدريسي (د) : 26 (OG: 40) . [4] البكري: 149، وراجع مادة ((درعة)) . [5] الاستبصار: 184، وانظر البكري (سبوا) ، والإديسي (د) : 79؛ ص ع: شفو. [6] معجم ما استعجم 4: 1366. [7] عاد إلى النقل عن معجم البكري. [8] ص ع: وبدار، ولهذا أوردها المؤلف في هذا الموضع، والتصويب عن ياقوت.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 606