اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 604
فبشر بالنار قبل العيان ... فبئست بشارة ذي التحفه
لسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عير بذي الجحفة وفي ذلك تقول زوجه عاتكة بنت عمرو بن زيد بن نفيل أخت سعيد بن زيد:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشاً رعش البنان ولا اليد
ثكلتك أمك إن قتلت لمسلماً ... حلت عليك عقوبة المتعمد
إن الزبير لذو بلاء صادق ... سمع سجيته كريم المشهد
فاذهب فما ظفرت يداك بمثله ... فيما مضى فيما تروح وتغتدي
وادي الأزرق [1] :
موضع خلف أمج إلى مكة بميل. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على واد فقال: " أي واد هذا "؟ قالوا: وادي الأزرق، فقال: " كأني أنظر إلى موسى عليه السلام وهو هابط هذه الثنية، له جؤار بالتلبية "، ثم أتى على ثنية فقال: " أي ثنية هذه "؟ قالوا: ثنية هرشى، فقال عليه السلام: " كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعدة خطامها خلبة، وهو يلبي على هذه الثنية ". وادي أبي موسى:
موضع بمقربة من جبل نفوسة من البلاد الإفريقية بسفح هذا الجبل كانت الوقيعة [2] بين أبي محمد عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص ملك إفريقية وبين يحيى بن إسحاق الميورقي، وذلك في الرابع والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وستمائة، وحضر تلك الوقيعة جملة من رؤساء العرب وأعيانهم ومن الرياحيين وغيرهم، وحضرها محمد بن مسعود وولده عبد الله وبنو عمه، وذلك أن يحيى بن إسحاق لما انهزم في وقيعة شبرو، وجرى عليه وعلى جموعه بها ما جرى من القتل والنهب والهزيمة، لم يقر له قرار، فاستمال الأعراب ووعدهم وأطعمهم، فاجتمعت له منهم جموع من رياح وزعب والشريد وعوف ونفات ودباب ومن لافهم، ثم رجع بهم إلى إفريقية، وصاحب إفريقية المذكور يراعي أخباره، فلما بلغه ما عزم عليه قال: إن تركنا هنا الفاسق حتى يدخل البلاد أفسدها، فخرج من تونس فنزل المحمدية، ثم جد به السير حتى خرج من حدود إفريقية وتركها خلفه، وتراءى الجمعان بوادي أبي موسى فاقتتلوا قتالاً شديداً، ودخلت الميمنة في الميسرة، والميسرة في الميمنة والقلب على القلب، فأجلت الحرب عن موت محمد بن الغازي، وهو ابن عم يحيى، وحركات ابن أبي الشيخ ومحمد بن مسعود وجمع من أعيان العرب الرياحيين وزعب وشداد، ورأى يحيى ما حل بأصحابه فنكص على عقبيه، واستولى الموحدون على أكثر مضاربه وخزائنه وأسبابه، وفني في هذه الوقيعة مشاهير العرب وأنجادها وأمراؤها، وفر يحيى لا يعرج على شيء، وتفرق جمعه مفلولين مهزومين.
وادي سهر [3] :
بالزاب من أرض المغرب.
وادي آش [4] :
مدينة بالأندلس قريبة من غرناطة كبيرة خطيرة تطرد حولها المياه والأنهار، ينحط نهرها من جبل شلير، وهو في شرقيها، وهي على ضفته، ولها عليه أرحاء لاصقة بسورها، وهي كثيرة التوت والأعناب وأصناف الثمار والزيتون، والقطن بها كثير، وكان بها حمامات، ولها بابان: شرقي على النهر وغربي على خندق، وقصبتها مشرفة عليها، وعليها سور حجارة، وهو في ركنها الذي بين المغرب والقبلة. وبقرب وادي آش قرية بها عين تجري سبعة أعوام وتغور سبعة أعوام، قالوا: وهذا معروف على قديم الزمان تسكن بجريان عينها وتخلو بغؤورها.
منها عبد البر بن فرسان الوادياشي المتصل بعلي بن غانية [1] معجم ما استعجم 1: 146، وصحيح مسلم 1: 61. [2] انظر أخبارها عند ابن خلدون 6: 196، والبيان المغرب3: 231 (تطوان) . [3] انظر البكري: 52، 59، والاستبصار: 167 وهو نهر المسيلة. [4] بروفنسال: 192، والترجمة: 233 (Guadix) .
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 604