اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 592
تعلم أن خير الناس ميت ... على جفر الهباءة ما يريم وفي القصيدة المشهورة للتطيلي الأعمى التي أولها [1] :
ألا حدثاني عن فل وفلان ... لعلي أرى باق على الحدثان يقول فيها:
وعوجا على جفر الهباءة واعجبا ... لضيعة أعلاق هناك ثمان هجر[2] :
بفتح الجيم قصر من قصور مأرب. وهجر[3] ، بفتح أوله وثانيه، مدينة البحرين، وهي معرفة [4] لا تدخلها الألف واللام سميت بهجر بنت مكنف من العماليق.
وفي سنة [5] سبع وثمانين ومائتين دخل أبو سعيد القرمطي هجر بعد حصار أربع سنين فدخل إلى قوم هلكى ضعفاً وهزلاً وبعد أن كان الوبأ قد وقع فيهم فمات منهم خلق كثير قتل منهم القرمطي ثلثمائة ألف وطرحهم أحياء في النار، ونجا منهم قوم قليل إلى جزيرة أوال ولم يبق من أهل هجر يومئذ إلا عشرون رجلاً، وكانت محنتهم عظيمة. وهجر مشهورة بالتمر وكثرته، فيها قيل: كمهدي التمر إلى هجر. وهجر[6] مدينة ملك البجاة، وهم أصحاب إبل، ولهم حراب يحاربون بها على إبلهم وهم عبدة أوثان، ولهم صنم من حجارة في صورة الصيني يسجدون له وأحكامهم أحكام التوراة.
ولم يكن [7] لهم عهد ولا صلح، وأول من صالحهم عبيد الله بن الحبحاب ويقول بعض الشيوخ إنه قرأ كتاب ابن الحبحاب فإذا فيه ثلثمائة بكر في كل عام، حتى ينزلوا الريف مجتازين، تجاراً غير مقيمين، على أن لا يقتلوا مسلماً ولا ذمياً وإن قتلوا فلا عهد لهم، ولا يؤوا عبيد المسلمين، وأن يردوا أباقهم.
هرشى [8] :
بفتح أوله وإسكان ثانية مقصور على وزن فعلى جبل من بلاد تهامة، وهو على ملتقى طريق الشام والمدينة في أرض مستوية لا تنبت شيئاً وهي قريبة من الجحفة يرى منها البحر، وقال الشاعر:
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه ... كلا جانبي هرشى لهن طريق وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خالد بن الوليد رضي الله عنه متدلياً من عقبة هرشى فقال: " نعم الرجل خالد بن الوليد ".
وفي كتاب مسلم أنه صلى الله عليه وسلم أتى على ثنية هرشى فقال: " أي ثنية هذه "؟ قالوا: ثنية هرشى، قال صلى الله عليه وسلم: " كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة وهو يلبي ".
هرقلة [9] :
بالشام في بلاد الروم، كان الرشيد نزل عليها وحصرها سنة تسعين ومائة، وكان طاغية الروم نقفور بن استبراق [10] قد هادنه، ثم نكث، وكان الرشيد مريضاً فكرهوا تعريفه بذلك لمرضه فدخل عليه من أنشده:
نقض الذي أعطاكه نقفور ... وعليه دائرة البوار تدور
أبشر أمير المؤمنين فإنه ... فتح أتاك به الإله كبير في أبيات غير هذه فقال الرشيد: أو قد فعل؟ ثم جهز وغزاه [1] ديوان الأعمى التطيلي: 224، 225. [2] انظر الإكليل 8: 45. [3] معجم ما استعجم 4: 1346. [4] ص ع: معروفة؛ وفي معجم البكري: معروفة؛ وهي معرفة. [5] مر هذا في مادّتي ((جنايا)) و ((الزرادة)) ؛ وهو عن البكري (مخ) : 68. [6] مشبه لما عند اليعقوبي: 336، ومروج الذهب 3: 32، وانظر ابن حوقل: 55 وما بعدها. [7] عن ابن عبد الحكم: 189. [8] معجم ما استعجم 4: 1350، وقارن بياقوت: (هرشى) ، ورسالة عرام: 30 - 31. [9] عن مروج الذهب 2: 337 وما بعدها. [10] المروج: استبرق.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 592