اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 585
البرامكة لأن خالداً كان من ولد من ولي هذا البيت، وكان بنيانه من أعلى المباني تشييداً، تنصب في أعلاه شقق الحرير الأخضر، طول الشقة مائة ذراع لتدفع عنه قوة الريح، فيذكر أن الريح خطفت يوماً بعض تلك الشقق فرمت به على مسافة خمسين فرسخاً، وهذا يدل على ذهابه في الجو. وعلى باب النوبهار كتاب بالفارسية: قال بيوراسف: أبواب الملوك تحتاج إلى خصال: عقل وصبر ومال، وتحت هذه الكتابة مكتوب بالعربية: كذب بيوراسف، الواجب على الحر إذا كان معه واحدة من هذه الخصال ألا يلزم باب السلطان. نوابية[1] :
إليها ينسب النوبة وبها عرفوا، وهي مدينة صغيرة وأهلها مياسير، ولباسهم الجلود المدبوغة وأزر الصوف ومنها إلى النيل أربعة أيام، وشرب أهلها من الآبار، وطعامهم الذرة والشعير، ويجلب إليهم التمر، والألبان عندهم كثيرة، وفي نسائهم جمال فائق ولهن أعراق طيبة ليست من أعراق السودان في شيء. وجميع بلاد النوبة في نسائهم جمال وكمال وشفاههم [2] رقاق وأفواههم صغار ومباسمهم بيض وشعورهم سبطة، وليس في جميع السودان والزنوج والحبشة والبجاة وغيرهم من شعور نسائهم كشعور نساء النوبة فإنها سبطة مرسلة، ولا أحسن للجماع منهن ويبلغ ثمن الجارية منهن ثلثمائة دينار، ولهذه الخلال التي فيهن يرغب فيهن ملوك مصر، فيتنافسون في أثمانهن ويتخذونهن أمهات أولاد لحسنهن وطيب مباضعتهن.
نيكث [3] :
مدينة من عمل الشاش جليلة المقدار كثيرة العمار والتجارات الواسعة والخيرات، وعليها سور حصين، ولها مياه جارية ومتنزهات، وبخارجها ربض عليه سور حصين وأكثر أسواقها العامرة في الربض.
نيطس [4] :
بحر نيطس متصل من جهة جنوبه ببلاد اللازقة إلى أن يتصل بالقسطنطينية، وطوله ألف ميل وثلثمائة ميل، وعرضه ثلثمائة ميل، وأعرض موضع فيه يكون أربعمائة.
وبحر نيطس هو بحر أمم من الترك والبرغز والروس وغيرهم، وهو يمر من الشمال من ناحية اللازقة ثلثمائة ميل، وهي وراء القسطنطينية، ويتصل هذا البحر من بعض جهاته ببحر الخزر.
وفي بحر [5] نيطس جزيرتان عامرتان: إحداهما يصاد بها الحوت المسمى شهربا [6] ، وهو نوع من السقنقور يصاد عند هيجان البحر في مرسى بغربي الجزيرة يفعل مثل الذي يفعله السقنقور في الباه بل هو أجود وأفضل، فإن الصائد إذا رمى شبكته وتعلق بها هذا الحوت أنعظ إنعاظاً شديداً خارجاً عن العادة فيعلم به الصائد من قبل أن يراه، وهو قليل الوجود، ومقدار هذا الحوت من ذراع إلى شبر بلا زائد، يملح بعد التشريح بالملح والزنجبيل ويلف في أوراق الأترج ويهدى إلى الملوك الساكنين بتلك الأرض فيجيزون عليه، ومقدار ما يمسك منه الآخذ تحت لسانه وزن قيراط لا غير، وهذا عندهم صحيح معلوم.
نينوى [7] :
كورة من كور الموصل من عمل الجزيرة، وهي مقابلة للموصل بينهما دجلة، وإلى أهلها بعث يونس بن متى عليه السلام، وكان قومه يعبدون الأصنام فكان من أمره وأمر قومه ما نصه الله تعالى في كتابه " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا "، وهي مدينة أيوب عليه السلام، وهي عامرة وفيها عين ثرة وهي التي استحم فيها أيوب عليه السلام وتطهر وغسل نفسه من البلاء الذي كان به ينزل إليها في درج وليس بهذه المدينة أشجار، وهناك عين تعرف بعين يونس، ويأوي إلى المسجد النساك.
وأول من بنى هذه المدينة ملك يقال له بسوس كان ملكه من [1] الإدريسي (د/ ب) : 13/ 13 (OG: 30 نوابة) ، وانظر ابن الوردي: 36. [2] وردت العبارة على التأنيث في (د/ ب) والتذكير في (OG) . [3] كذا هي صورة هذا الاسم عند الإدريسي في نزهة المشتاق: 217 وعنه ينقل المؤلف، ولكن ترتيب الإدريسي لمدن الشاش متابع لابن حوقل: 416، والكرخي: 185 واللفظة عندهما بنكث (Binkath) . وانظر ياقوت (بنكث) ، والمقدسي: 276، وقد تصحفت اللفظة على المؤلف؛ ويقول ياقوت: إنه وجدها ((بيكث)) بخط البشاري (المقدسي) . [4] هو كذلك في أكثر المصادر، ويبدو أنه تصحف قديم للفظة بنطس (Pontus) ، قارن بمروج الذهب 1: 260 - 262، والتنبيه والإشراف: 66، وابن رسته: 85، وابن خرداذبه: 103، وقد ذكر ياقوت (بنطس) : أنه وجده كذلك بخط البيروني. [5] عن نزهة المشتاق: 310. [6] نزهة المشتاق: شهرباو. [7] أكثر المادة عن مروج الذهب 2: 92 - 95، وانظر ابن حوقل: 196، والزيارات للهروي: 70، ورحلة ابن جبير: 236، وآثاتر البلاد: 477، وياقوت: (نينوى) ، وابن الوردي: 29، ورحلة ابن بطوطة: 235.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 585