responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 483
ولها بها لجام معلق، وهم يقولون إن دابة منها متى أخذت تلك اللجام في فمها ظفروا ببلاد الإسلام، تجيء الدابة منها فتشم اللجام ثم تقهقر ولا تقدم عليه، ويقال إنها من نسل دواب كانت لاوقنطاب [1] ويحملون بين يدي الملك سيوفاً عشرة تنسب إلى الإسكندر، طول كل سيف ثمانية أشبار، وهي مرصعة كلها بنفس الحجارة، فإذا انقضت نواميس شرعهم عاد الملك على الهيئة الأولى إلى قصره.
قالوا: ولما أكمل قسطنطين بناء هذه الكنيسة العظمى ورفع فيها الصلبان كتب بذلك إلى جميع البلدان، فبهذا السبب صار عيد الصليب، وهو لأربع عشرة ليلة تمضي من أيلول.
وبمدينة القسطنطينية [2] طلسمات كثيرة منها أنه إذا نزل القواد والحشم في قصر الملك على ظهر خيلهم بقيت الخيل ساكنة واقفة غير متحركة دون سائس ولا ممسك بأعنتها، ولا تنفح ولا ترمح بل تقف كذلك بحالها جامدة غير حية، فسئل بعض أهلها عن ذلك، فذهب بالسائل إلى ثلاثة تماثيل من صفر على صفة الأفراس، أحدها ناظر إلى باب الملك وهي من عمل بلونيوس الحكيم وعلى باب الملك أربع حيات من صفر أذنابها في أفواهها، طلسمات الحيات، فيعبث الصبي هناك بالحية، فلا تضره، ومما يلي باب الذهب من المدينة قناطير معقودة في وسط السوق فيها صنمان على صور الأناسي أحدها يشير كأنّه يقول: هات، والآخر يشير بيده كأنه يقول: اصبر ساعة فيؤتى بالأسارى فيقعدون بين يدي الصنمين ينتظر بهم الفرج، ويذهب رسول يعلم الملك ذلك، فإن رجع الرسول وهم وقوف ذهب بهم إلى السجن، وإن وافاهم الرسول وقد جوز بهم [3] الصنمين قُتِلوا ولم يبق عليهم.
وكان مسلمة بن عبد الملك غزا قسطنطينية، وفي حديث مسلم [4] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن القسطنطينية تفتح في آخر زمان، فبينا هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خالفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل. . . الحديث إلى آخره.
قشتالة [5] :
عمل من الأعمال الأندلسية قاعدته قشتالة، سمي العمل بها، وقالوا: ما خلف الجبل المسمى الشارات في جهة الجنوب يسمى اشبانيا، وما خلف الجبل من جهة الشمال يسمى قشتالة، ولبعضهم:
الروم تضرب في البلاد وتغنم ... والعرب تأخذ ما يفيء المغرمُ (6)
والمال يورد كله قشتالة ... فالله يلطف بالعباد ويرحم
قشمير [7] :
مدينة مشهورة في بلاد الهند أو السند في طاعة القنوج، ومنها إلى كارموت أربع مراحل: وهي كورة حسنة كثيرة التجارات، وهي على نهر كبير يمد نهر مسلي، ونهر مسلي هو النهر المسمى نهر الطيب، تنبت بضفتي هذا النهر أنواع الطيب وبذلك سمي. وأهلها يحاربون كافر ترك.
ومملكة صاحب [8] قشمير نحو من ستين ألفاً بين مدينة وقرية، وقد أحاط بها جبال شواهق لا يتسلق منها الوحش ولا شيء من الحيوان الدابّ، ولا يوصل إلى مملكته إلا على موضع واحد، وهو يغلق على جميعها باباً واحداً، وهو أحد عجائب الدنيا، وهو مشهور معروف، وقاعدته بوره، وهو ملك القنوج [9] ومملكته نحو من مائة وعشرين فرسخاً سندية، الفرسخ من ثمانية أميال، وله جيوش أربعة كل جيش من سبعمائة ألف على مهاب الرياح الأربع يحارب بالشمالي صاحب المولتان، وبالجنوبي البلهرى، وبالشرقي والغربي من يليه أيضاً، وله ألفا فيل مقاتلة.

[1] ابن رسته: لأوسطاط.
[2] ابن رسته: 126.
[3] بياض في ع ص.
[4] صحيح مسلم 2: 365.
[5] بروفنسال: 161، والترجمة: 193 (Castilla) .
(6) ع ص: ما بقي والمغرم.
[7] الإدريسي (ق) : 67 - 68 (OG: 193) ، وقارن بياقوت (قشمير) ،ونخبة الدهر: 181، وهي ((كشمير)) عند البيروني، تحقيق ما للهند: 16.
[8] عن البكري (مخ) : 48، وأصله عند المسعودي، مروج الذهب 1: 373.
[9] مع أن النص متابع للبكري فإنه يبدو مناقضاً للأصل عند المسعودي، إذ جاء هنالك: ((فأنما مملكة بؤوره هو ملك القنوج)) وذلك يعني أن القنوج غير قشمير، وراجع مادة ((قنوج)) والتعليق عليها، ومينورسكي: 254.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست