اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 425
حرفُ الغين
الغابة [1] :
من رسم خيبر وقيل موضع عند المدينة، وبها كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الغار [2] :
المذكور في القرآن في قوله تعالى " إِذْ هُمَا في الغَارِ "، وهو غار ثور، جبل بمكة، وذلك حين هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اختفى فيه هو وأبو بكر رضي الله عنه، من قريش حين خرجوا في اتباعه، وأمر الله تعالى العنكبوت فنسجت على فم الغار، وأرسل حمامتين وحشيتين فوقعتا على وجه الغار، وكان ذلك مما صدّ المشركين عنه، فيقال إن حمام الحرم من نسل تينك الحمامتين. وتقدم لدخوله أبو بكر رضي الله عنه ليقيه بنفسه لئلا يخرج منه ما يؤذيه، وفيه قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: " ما ظنك باثنين، الله ثالثهما "، وقصة الغار مشهورة. غانة:
من بلاد السودان، بينها وبين سجلماسة مسيرة شهرين.
وهي [3] مدينتان على ضفتي البحر الحلو، وهي أكبر بلاد السودان قطراً وأكثرها خلقاً وأوسعها متجراً، وإليها يقصد المياسير من جميع البلاد المحيطة [4] بها من سائر بلاد المغرب الأقصى، وأهلها مسلمون وملكها، فيما يذكر، من ذرية صالح بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهو يخطب لنفسه، لكنه تحت طاعة الخليفة العباسي، والذي يعلمه أهل المغرب الأقصى علماً يقينياً أن في قصره لبنة ذهب وزنها ثلاثون رطلاً نقرة [5] واحدة، خلقها الله تعالى خلقة تامة من غير أن تسبك في نار، وقد نقب فيها نقب، وهي مربط لفرس الملك [6] ، وهي من الأشياء الغريبة التي انفرد بها، وهو يفخر بها على سائر ملوك السودان، وهو أعدل الناس فيما يحكى عنه، ومن سيرته أن له جملة قواد يركبون إلى قصره كل صباح لكلّ قائد منهم طبل يضرب على رأسه، فإذا وصل إلى باب القصر سكت، فإذا اجتمع إليه قوّاده ركب وسار يقدمهم، ويمشي في أزقة المدينة، وداير البلد، فمن كانت له مظلمة أو نابه أمر تصدى له، فلا يزال حاضراً بين يديه حتى ينظر في مظلمته، ثم يرجع إلى قصره، فإذا كان بعد العصر وسكن حر الشمس ركب مرة ثانية وحوله جنوده، فلا يقدر أحد على قربه ولا الوصول إليه. ولباسه أزر حرير يتوشح بها أو بردة يلتفّ بها، وسراويل في وسطه، ونعل شركي في قدمه، وركوبه الخيل، وله حلية حسنة وزي كامل يقدمه أمامه في أعياده، وبنود كثيرة، وراية واحدة، وتمشي أمامه الفيلة والزراريف وضروب من الوحش التي في بلاد السودان. ولهم في النيل زوارق وثيقة الإنشاء يتصيدون فيها ويتصرفون بين المدينتين. [1] قال ياقوت: الغابة موضع قرب المدينة من ناحية الشام، وعند البكري في معجمه 2: 521 في وصف الطريق من المدينة إلى الخبير: ((تخرج من المدينة على الغابة العليا ثم تسلك الغابة السفلى.. الخ)) ، وقول المؤلف ((من رسم خيبر)) إنما هو نقل متعجل غير دقيق لما قاله البكري (الغابة) : وهما غابتان ... تقدم ذكرهما وتحديدهما في رسم خيبر. [2] انظر مادة ((ثور)) في ما تقدم. [3] الإدريسي (د/ ب) : 6/ 7 (OG: 23) ، وصبح الأعشى 5: 284، وقارن بالبكري: 174، وابن الوردي: 35. [4] ص ع: المحيطين. [5] الإدريسي: تبرة. [6] جاء في صبح الأعشى 5: 284: ((وقد ذكر في الروض المعطار أن لصاحب غانة معلقين من ذهب يربط عليهما فرسان له أيام مقعده)) . وهذا غير دقيق بالمقارنة مع ما جاء في الأصل.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 425