اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 412
ولكنا نضن بملكنا وكان قومه توجوه وملَكوه، قال عامر: فمرَ بي سليط بن عمرو العامري حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوذة، فضيفته وأكرمته، فأخبرني من خبر هوذة وأنه لم يسلم وأنه رد رداً دون ردّ، قال: وأخبرت سليطاً خبري بهوذة فأخبره سليط رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم عامر بن سلمة ومات هوذة بن علي سنة ثمان من الهجرة كافراً على نصرانيته.
وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني محارب بن خصفة بعكاظ، فوجدهم في محالهم فيهم شيخ منهم وهو جالس في أصحابه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن راحلته، ودعا إلى الله تعالى وطلب المنعة حتى يبلغ رسالات ربه، فردَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الردّ وقال له: عجباً لك، يأبى قومك أن يتبعوك وتأتي إلى محارب تدعوهم إلى ترك ما كان عليه آباؤهم!! اذهب، فإنه غير متبعك رجل من محارب آخر الدهر، وأقبل إليه سفيه منهم فقال: يا محمد ما في بطن ناقتي هذه إن كنت صادقاً؟ فلعمري إنك لتدعي من العلم أعظم مما سألتك عنه، تزعم أن الله يوحي إليك ويكلمك، فاسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل إليه رجل منهم يقال له سلمة بن قيس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً قريباً من بئرهم فأراد أن يطرحه في البئر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحى عن البئر فجعل سلمة يقول: لو وقعت في البئر استراح منك أهل الموسم وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمام ناقته يقودها، وهم يرمونه بالحجارة حتى توارى عنهم وهو يقول: " اللهم إنك لو شئت لم يكونوا هكذا فإن قلوبهم بيدك، وأنت أعلم بهم فإن كان هذا من سخط بك عليَ فلك العتبى ولا حول ولا قوة إلا بك ".
وقال أبو فروة: وجد بعكاظ حجر مكتوب فيه:
اصبر أخي فحبذا الصبر ... لا تجزعن فإنه الدهر
فلربما صبر الفتى متجلداً ... ولربما جزع الفتى الحر وقال عقْبة بن رؤبة بن العجاج: مرَّ المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد بعكاظ يقوده ابن ابنه خرِفاً فقال له رجل: أحسن إليه فقد طال ما أكرمك، فقال: من ظننته قال: أباك أو جدك؟ فال: فإن هذا ابن ابني، فقال له الرجل: لم أر كاليوم قط في الكذب، لو كنت المستوغر ما زدت، فقال: فإني المستوغر. وقال أبو عمرو بن العلاء: عاش المستوغر ثلثمائة وعشرين سنة.
عكبرا [1] :
بينها وبين بغداد في طريق الموصل سبعة فراسخ، وهي مدينة صغيرة على شرقي دجلة.
قال ابن ماكولا: ولِدْت بعكبرا عام أحد وعشرين وأربعمائة. علقمة[2] :
بلدة بجزيرة صقلية كبيرة منيعة [3] فيها السوق والمساجد وسكانها مسلمون.
عم [4] :
قرية بالشام ما بين حلب وأنطاكية، وإليها ينسب عكاشة العمي [5] ، وقيل عم: مخلاف من مخاليف مكة.
عَمَّان [6] :
بفتح أوله وتشديد الميم، قرية من عمل دمشق سميت بعمان بن لوط عليه السلام.
وعمان أيضاً في مفازة سمرقند خربت في الزمن القديم وهي مفتوحة العين مشددة الميم، ولبعضهم:
أين عمان من قصور عمان
عمان [7] :
مضمومة الأول مخففة الميم، مدينة معروفة، سميت بعمان بن سنان بن إبراهيم، كان أول من اختطها، وقال الشاعر:
أين عمان من قصور عمان ... وهي فرضة البحر من العروض، وإليها ينسب العماني الشاعر [8] . [1] قارن بياقوت (عكبرا) . [2] رحلة ابن جبير: 334. [3] الرحلة: متسعة. [4] معجم ما استعجم 3: 969، وانظر ياقوت (عم) وضبطها بكسر العين. وقال: وهي قرية غناء ذات عيون جارية وأشجار متدانية بين حلب وأنطاكية. [5] نسة البكري في شرح الأمالي: 528 إلى بني العم من أهل البصرة. [6] معجم ما استعجم 3: 970. [7] معجم ما استعجم 3: 970. [8] العمالي الراجز، لا الشاعر هو محمد بن ذؤيب الفقمي، ولم يكن من عُمان وإنما كان أصفر مطحولاً، فرآه دكين الراجز فقال: من هذا العماني (الشعر والشعراء: 641، وانظر مصادر أخرى لترجمته في الحاشية) .
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 412