اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 403
حرف الظاء
ظفار [1] :
مدينة باليمن وهو اسم مبني على الكسر، قاله أبو عبيدة، وقيل سبيلها سبيل المؤنث لا ينصرف والحجة لهذا القول قول الفند الزماني:
إنما قحطان فينا حَطَب ... ونزار في بني قحطان نارُ
فارجعوا منا فُلولاً واهربوا ... عائذين ليس تنجيكم ظفار وهي قصبة [2] اليمن وقاعدة ملوك حِمْيَر في الزمن الأقدم، وبها كان نزولهم، ملكها من حِمْيَر سبعة وثلاثون ملكاً مدتهم ثلاثة آلاف سنة ومائة وسبعون سنة، وقيل أقل من ذلك، وآخر ملوكهم معدي كرب كان ملكه إلى أن قتلته حرابته من الحبشة أربع سنين فلما قتل بعث انوشروان وهرز في أربعة آلاف من الفُرس لإصلاح اليمن، وأمره أن لا يبقي على أحد من بقايا الحبشة، فلم يترك بها أحداً من السودان، وبقي وهرز بصنعاء إلى أن ملك ثم تداولت اليمن عمال الأكاسرة إلى أن أتى الله تعالى بالإسلام. وقد ذكر الناس من مضي سيف بن ذي يزن إلى قيصر ملك الروم ليستنصر به على الحبشة حين غلبوا على اليمن وعاثوا فيها، وإبايته من ذلك، ومسيره بعد ذلك إلى النعمان بن المنذر ووعده له أن يدخله على كسرى عند وفادته عليهم ثم اجتماعه به وشكايته له أمر الحبشة واشتغاله عنه بحرب الروم إلى أن هلك سيف، وإتيان ولده معدي كرب بن سيف يستنجز عدته لأبيه وتجهيز كسرى الجيوش معه إلى اليمن وقتالهم لمسروق بن أبرهة وقتلهم له، وملكهم لليمن ما هو مشهور يغني عن الإطالة به. على أن جمهور الناس على أن سيف بن ذي يزن هو الذي أباد الحبشة وملك اليمن لا ابنه معدي كرب، إنما انفرد بهذا القول الشاذ المسعودي.
قالوا [3] : وعلى باب ظفار مكتوب بالقلم الأول في حجر أسود:
يوم شيدت ظفار قيل لمن أن ... تِ فقالتْ لحِمير الأخيارِ
ثم سيلت ما بعد ذاك فقالت ... إن ملكي للأحبش الأشرار
ثم سيلت ما بعد ذاك فقالت ... إن ملكي لفارس الأحرار
ثم سيلت ما بعد ذاك فقالت ... إن ملكي إلى قريش التجار
ثم سيلت ما بعد ذاك فقالت ... إن ملكي لحمير سحار
وقليلاً ما يلبث القوم فيها ... عند تشييدها لحافي البوار [1] معجم ما استعجم 3: 904. [2] قارن بالبكري (مخ) : 67، 63 وما بعدها وفي رحلة ابن بطوطة: 259 - 262 معلومات تفصيلية عن ظفار. [3] مروج الذهب 3: 178.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 403