اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 387
من قرى سبتة، وهو مثله في الطيب أو أجلّ، ويكون في بحر الأندلس وفي بعض جزائر البحر الأخضر، وهذا أنفسها. وبين طبرقة هذه ومدينة باجة بحيرة عظيمة دورها أربعون ميلاً تصب في البحر، ويصب البحر فيها، وماؤها لا حلو ولا ملح، فيها أنواع من الحوت، وبها البوري الذي لا نظير له في الدنيا، يكون في الكبير منه عشرة أرطال وأزيد، وأهل تلك النواحي يستخرجون دهنه ويستعملونه في مصالحهم [1] .
وطبرقة [2] حصن على ساحل البحر وفيها آثار للأول وبنيان عجيب، وهي عامرة لورود التجار إليها، وبها نهر كبير تدخله السفن حتى إلى باب المدينة، وهي قليلة العمارة، وحولها عرب لا خلاق لهم، وروي أن الكاهنة ملكة البربر في الجاهلية قتلت بطبرقة على يد أهل الإسلام، وخبرها مشهور.
طبنة [3] :
أعظم بلاد الزاب، بينها وبين المسيلة مرحلتان، وهي حسنة كثيرة المياه والبساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير، وعليها سور تراب، وبها أخلاط من الناس، وبها صنائع وتجارات، ولأهلها تصرف في ضروب من التجارات والتمر وسائر الفواكه بها كثير.
وهي [4] مدينة كبيرة ولها حصن قديم عليه سور من حجر جليل ضخم متقن البناء من عمل الأول، ولها أرباض واسعة، وهي مما افتتح موسى بن نصير حين دخل بلاد إفريقية فبلغ سبيها عشرين ألف رأس، وتشق طبنة جداول الماء العذب، ولها بساتين كثيرة فيها النخل والثمار، ولها نهر يشق غابتها، وقد بني له صهريج كبير يقع فيه وتسقى منه جميع بساتينها وأرضها، ولم يكن من القيروان إلى سجلماسة مدينة أكبر منها.
ومنها أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني [5] ، كانت له رحلتان إلى المشرق، وأخذ العلم عن جماعة من أهل مكة ومصر والقيروان وأخذ بالأندلس عن جماعة منهم القنازعي.
طبيرة:
لا أدري أهي طلبيرة بزيادة لام أو غيرها [6] فإن كانت هي فهي مذكورة بعد.
طنبدة [7] :
قرية بإفريقية على عشرة أميال من تونس تسمى المحمدية، يقال إن الخضر عليه السلام خرق السفينه ببحر رادس وقتل الغلام بطنبدة، وهناك فارق موسى الخضر عليهما السلام، وقد مرَّ ذلك في حرف الراء [8] .
طخارستان:
من بلاد خُراسان، يقال بالطاء وبالتاء، كان عبد الله بن عامر بعث الأحنف بن قيس لما صالح أهل مرو الروذ إلى طخارستان، فأقبل حتى نزل موضع قصر الأحنف ومرو الروذ وجمع أهل طخارستان وأهل الجوزجان والطالقان والفارياب وكانوا ثلاثة زحوف، ثلاثين ألفاً، فقاتلهم الأحنف من صلاة العصر إلى أن ذهب عامة الليل فهزمهم الله وقتلهم المسلمون، وقد مرَّ بسط ذلك في حرف الجيم في ذكر الجوزجان. طزر[9] :
مدينة بين همذان والري وليس فيها ماء عذب في حفائر ولا سبخ، وإنما يشربون من حوض يجتمع فيه ماء الأمطار من قنوات قد اتخذت هناك، وإذا أعوزهم ذلك ولم يجدوا ماء ولهم مثالج [10] تحت الأرض فإذا كان زمان الربيع استخرجوها، ومن طزر إلى الأساورة أربعة فراسخ.
وفي الرشاطي طرز من مدن إفريقية ينسب إليها موسى بن عبد الله الطرزي، كان يؤدب أولاد السلاطين وكان شاعراً مجيداً، عفيفاً، ذكره الزبيدي [11] .
طرّة [12] :
من مدن نفزاوة، مسورة حصينة، لها غابة كبيرة كثيرة النخل والزيتون وجميع الفواكه. [1] الاستبصار: مصابيحهم. [2] البكري: 57. [3] الادريسي (د/ ب) : 93/ 65. [4] الاستبصار: 172، وقارن بالبكري: 50. [5] ترجم له ابن بسام في الذخيرة (1/ 2: 52) وأثنى على أدبه وشعره، وذكر أنه قتل بقرطبة سنة 457، قتله أحد أبنائه بنحريض من نسائه لأنه كان بخيلاً مقتراً على نفسه وعليهن في المعيشة؛ وانظر الجذوة: 265. [6] هي غيرها، فإن طبيرة Tavira فيما ذكر الادريسي (د) : 179 قرية على مقربة من الساحل بالبرتغال. [7] هي طنبد عند البكري: 38؛ وطنبذة بالذال المعجمة عند ياقوت. [8] راجع مادة ((رادس)) . [9] قارن بنزهة المشتاق:204 (طرزه) والمؤلف يتابعه بتقديم الراء ولهذا أثبتها هنا، وياقوت (طرز) والمقدسي: 393، والنص هنا مشابه لما عند ابن رسته: 167 إلا انه سمى المكان: طزره. [10] ص ع: مشالج. [11] طبقات الزبيدي: 260 واسم المكان عنده ((طرزة)) بتقديم الراء على الزاي. [12] الاستبصار: 157، وقارن بتقويم البلدان: 146، ورحلة التجاني: 142.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 387