اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 343
واستقبلته تباشير الفتوح وقد ... كادت تكون على أكتافه لبدا إلى آخر القصيدة وهي طويلة.
ثم تحرك من اشبيلية إلى قصر أبي دانس من غربي الأندلس فنزلوا على حكمه فاحتملوهم إلى مراكش، ورحل من قصر أبي دانس إلى حصن بلماله [1] ، فاستسلموا ورغبوا في الأمان على أن يتركوا الحصن ويسلموا في أنفسهم وينصرفوا إلى بلادهم، فأجيبوا إلى ذلك، وخلي سبيلهم فنهضوا إلى بلادهم، وانتهب جميع ما كان في الحصن ثم هدم، ثم قصد إلى حصن المعدن فافتتح وهدم، وبعد الفراغ من ذلك كان النهوض إلى شلب، فوصلها في ثاني جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وخمسمائة، فأحدقت الجيوش بها وأخذت بمخنقها ونصب عليها المجانيق وآلات الحرب، وجدوا في قتالها وبالغوا في نكاية أهلها، فطلبوا الأمان في أنفسهم على أن يسلموا المدينة ويخرجوا إلى بلادهم فأجيبوا إلى ذلك، وخرجوا منها في السادس والعشرين من جمادى الآخرة، وفي ذلك يقول أبو بكر بن مجبر قصيدته المشهورة التي أولها:
دعا الشوق قلبي والركائب والركبا ... فلبوا جميعاً وهو أول من لبى
وظلنا نشاوى للذي بقلوبنا ... نخال الهوى كأساً ويحسبنا شربا
إذا القضب هزتها الرياح تذكروا ... قدود الحسان البيض فاعتنقوا القضبا القصيدة. ثم أخذ المنصور في الرحيل إلى مراكش.
شلير [2] :
هو جبل الثلج المشهور بالأندلس، وهو جبل البيرة، وهو متصل بالبحر المتوسط، ينتظم بجبل ريه، ويذكر ساكنوه أنهم لا يزالون يرون الثلج نازلاً فيه شتاء وصيفاً، وهذا الجبل يرى من أكثر بلاد الأندلس ويرى من عدوة البحر ببلاد البربر.
وفي هذا الجبل أصناف الفواكه العجيبة، وفي قراه المتصلة به يكون أفضل الحرير والكتان الذي يفضل كتان الفيوم، وطوله يومان، وهو في غاية الارتفاع، والثلج به دائماً في الشتاء والصيف. ووادي آش وغرناطة في شمال هذا الجبل، ووجه الجبل الجنوبي مطل على البحر، يرى من البحر على مجرى ونحوه، وفيه يقول ابن صارة [3] واستغفر الله من كتب هذا الاستخفاف:
يحل لنا ترك الصلاة بأرضكم ... وشرب الحميا وهو شيء محرم
فراراً إلى نار الجحيم فإنها ... أمن علينا من شلير وأرحم
فإن كنت ربي مدخلي في جهنم ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم شلوبينية[4] :
قرية مسكونة على ضفة البحر بينها وبين المنكب عشرة أميال، ويجود فيها الموز وقصب السكر، ولعل الأستاذ أبا علي الشلوبيني [5] منسوب إليها. ويقال [6]شلوبينية تقابل من العدوة الأخرى مرسى مدينة مليلة، ويقطع البحر بينهما في مجريين.
شلف [7] :
نهر بالمغرب مشهور بقرب مليانة، وعليه مدينة قديمة أزلية فيها آثار أولية كانت تسمى شلف، وإليها ينسب هذا النهر وهي اليوم خراب.
شلطيش [8] :
بالأندلس، بقرب مدينة لبلة.
وهي جزيرة [9] لا سور لها ولا حظيرة، إنما هي بنيان متصل [1] ص ع: بلاله؛ وبلماله (Palmella) راجع بروفنسال، الترجمة: 131 الحاشية: 6. [2] بروفنسال: 112، والترجمة: 137 (Sierra Nevada) واللفظ العربي للاسم مأخوذ من التسمية القديمة وهي (Solarius) أو (Solrius) . [3] هو أبو محمد عبد الله بن صارة البكري، توفي سنة 507 بمدينة المرية (انظر ترجمته في ابن خلكان 3: 93 ومراجع أخرى في الحاشية) . [4] بروفنسال: 111، والترجمة: 136 (Salobrena) وتقع في ولاية غرناطة على شاطئ المتوسط. [5] عمر بن محمد بن عمر الأزدي الشلوبيني النحوي الأندلسي المشهور، توفي سنة 645 (انظر ابن خلكان 3: 498، وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى) . [6] البكري: 99. [7] عن الاستبصار: 171، وقارن بالبكري: 69 حيث يذكر أن مدينة (شلف) بها سوق عامرة. [8] بروفنسال: 110، والترجمة: 135 (Saltes) . [9] عن الإدريسي (د) : 178 - 179.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 343