اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 327
سندروسة [1] :
هي جزيرة في البحر المحيط، حكي أن قوماً مروا بجزيرة في هذا البحر، والبحر قد هاج وعظم، فنظروا فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية وعليه ثياب خضر وهو مستقل على الماء بقول: سبحان من دبر الأمور، وعلم ما في ضمائر الصدور، وألجم بقدرته البحور، سيروا بين الغرب والشرق حتى تنتهوا إلى جبال، فاسلكوا أوسطها تنجوا بحول الله عز وجل وتسلموا، فركبوا السمت الذي حد لهم حتى انتهوا إلى جزيرة سندروسة هذه، وفيها أمة طوال الوجوه معهم قضبان الذهب المخلوقة يعتمدون عليها ويحاربون بها، على رؤوسهم الذهب، وثيابهم منسوجة بالذهب وطعامهم الموز، فأقاموا عندهم شهراً وأخذوا من قضبان الذهب التي عندهم ما استطاعوا حمله، ثم ساروا على السمت فخلصوا. وكان الذي أرشدهم الخضر عليه السلام وتلك الجزيرة مكان قراره وهي وسط البحر الأعظم.
السند:
بلاد كبيرة فيما بين ديار فارس وديار الهند، وبلغ المأمون أن بشر بن داود المهلبي والي السند أنشد في مجلسه بيت دعبل:
من أي ثنية نجمت معد ... وكانوا معشراً متنبطينا فقال المأمون: جواب هذا يأتي بعد إن شاء الله تعالى، وأنفذ غسان بن عباد إلى السند، وأمره في بشر بأمره، فأنفذ بشراً مقيداً، فقال المأمون: هذا وقت الجواب، قولوا لبشر نجمت معد من الثنية التي نجم عليك منها غسان فهد أركانك وأزال سلطانك وأخذ مالك وأرمل عيالك.
والسند مما يلي الإسلام ثم الهند، ولغتهم غير لغة الهند، وفي شرقي بلاد السند مكران وطراز وشيء من بلاد الهند، وفي غربيها كرمان ومفازة سجستان وأعمالها، وفي الشمال منها بلاد الهند.
سناسنا [2] :
جزيرة بالهند عامرة كثيرة الصادر والوارد، بينها وبين الساحل أقل من نصف مجرى. قالوا: وفيها بئر تخرج منها في بعض الأوقات نار محرقة.
سفوان [3] :
ماء بين ديار بني شيبان وديار بني مازن على أربعة أميال من البصرة، ومكان سفوان من البصرة كمكان القادسية من الكوفة، التقت عليه القبيلتان فتنازعتا فيه، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فظهرت بنو تميم وشلوا [4] بني شيبان، وقال الشاعر:
رويداً بني شيبان بعض وعيدكم ... تلاقوا غداً خيلي على سفوان وسفوان أيضاً واد بقرب بدر موضع الوقيعة المباركة النبوية، وهو الذي بلغ إليه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الأولى. سقمانية[5] :
مدينة في بلاد الترك تلي الأرض المنتنة من جهة شمالها، وهي مدينة كبيرة عامرة لا ملك لها ولا رئيس، إنما يتولى أحكامها ويتصرف في أمورها شيوخها ورؤوسها، وهذه المدينة في رأس جبل منيع، ولأهلها مزارع ومدافن في حضيض جبلها، ويسمى جبلها طغورا، سمي الجبل باسم طغورا، مدينة هناك على ست مراحل من مدينة سقمانية، والمدينتان معاً في الأرض المنتنة وفي غربي أرض سيسان [6] وأرض سيسان، كلها خراب من قبل أيام الإسكندر وبنيانه السد.
السقيا [7] :
بالحجاز، قرية جامعة في طريق مكة من المدينة، ومن العرج إلى السقيا ستة وثلاثون ميلاً، وهي منزل عظيم فيه أهل كثير وبساتين كثيرة وفيه شجر ونخيل، ومن السقيا إلى الأبواء سبعة وعشرون [8] ميلاً.
سقوطرى [9] أو سقطرى:
جزيرة معروفة من الإقليم الأول، وبينها وبين الساحل مجريان بالريح الطيبة، وهي جزيرة واسعة [1] البكري (مخ) : 38، وعند ابن الوردي: 72 سرندوسة، وأورد حكاية الشيخ: 70. وفي ص: سندورسة. [2] الادريسي (ق) : وأثبتها المحقق مرة (76) : سناسا، ومرة سناسيا؛ وفي ص: ساسنا؛ وفي مخطوطة نزهة المشتاق: سناسنا. [3] معجم ما استعجم 3: 740. [4] ص ع: وسموا. [5] نزهة المشتاق: 315. [6] ص ع: سماوة. [7] معجم ما استعجم 3: 742، وقارن بنزهة المشتاق: 51. [8] في معجم البكري (مادة: عقيق) : تسعة عشر ميلاً، ولكن المؤلف يتابع الادريسي. [9] نزهة المشتاق: 19 (OG: 49) وبعضه في البكري (مخ) : 60 وأصله عند المسعودي، مروج 3: 36.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 327