اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 311
مما يلي الجبل من جنبتي الوادي عرض كل عضادة خمس وعشرون ذراعاً في سمك خمسين ذراعاً وعتبة الباب السفلى عشرة أذرع في بسط مائة ذراع سوى ما تحت العتبتين، والظاهر منها خمسة أذرع، وهذا الذراع بذراع السواد، وعلى أعلى العضادتين دروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعاً، والدروند العتبة العليا، وقد ركب فيها على كل واحدة من العضادتين مقدار عشرة أذرع، ومن فوق الدروند بنيان متصل بلبن الحديد المغيب في النحاس إلى رأس الجبل وارتفاعه مدى البصر وفوقه شرافات حديد في طرف كل شرافة قرنان مثنيا الأطراف بعضهما إلى بعض، وللباب مصراعان معلقان، عرض كل مصراع خمسون ذراعاً في ثخن خمسة أذرع، وقائمتاهما في دوارة على قدر الدروند، وعلى الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ ذراع في الاستدارة، وارتفاع القفل من الأرض خمسة وعشرون ذراعاً، وفوق القفل بخمسة أذرع غلق طوله أكثر من طول القفل، وعلى الغلق مفتاح طوله ذراع ونصف ذراع، وله اثنا عشر دندانجة، كل دندانجة منها كأغلظ ما يكون من دساتج الهواوين [1] كل واحدة منها معلقة في سلسلة طولها ثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار، والحلقة التي في السلسلة مثل حلقة المنجنيق، قال: ورئيس ذلك الحصن يركب في كل جمعة في عشرة فوارس مع كل فارس مرزبة من حديد فيها خمسة [2] أمنان، فيضربون القفل بتلك المرازب ثلاث مرات، فيسمع من وراء الباب الصوت، فيعلم أن هناك حفظة، ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا شيئاً في الباب، فإذا ضرب أصحاب الحصون القفل وضعوا آذانهم فيسمعون دوياً، ومع هذا الباب حصنان يكون كل واحد منهما مائتي ذراع في مثلها، بينهما عين عذبة، وفي أحد الحصنين بقية من آلة البنيان التي بني بها السد من قدور الحديد ومغارف الحديد والديدكانات، وعلى كل ديدكان [3] أربع قدور مثل قدور الصابون، وهناك بقايا من لبن الحديد قد التصق بعضها ببعض، واللبنة ذراع ونصف في سمك شبر، وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير، عشر فراسخ في مثلها تكسيرها مائة فرسخ، قال: وسألت من هناك، هل رأوا أحداً من يأجوج ومأجوج، فذكروا أنهم رأوا مرة واحدة عدداً منهم فوق الشرف، فهبت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم من السد، وكان مقدار الرجل منهم، في رأي العين، شبراً ونصف شبر.
قال: فلما انصرفنا أخذنا أدلاء فأخرجونا إلى ناحية خراسان حتى وصلنا إلى سمرقند، وكان أصحاب الحصون زودونا، ثم صرنا إلى عبد الله بن طاهر، قال سلام: فوصلني بمائة ألف درهم، ووصل كل رجل معي بخمسة آلاف درهم وأجرى علينا حتى وصلنا إلى الري، فوصلنا إلى سر من رأى لثمانية عشر شهراً وعشرين يوماً من يوم خرجنا منها.
وفي بعض الأخبار أن الرجل الواحد منهم لا يموت حتى يولد له ألف ولد.
سر من رأى [4] :
مدينة بالعراق، محدثة إسلامية، بناها المعتصم [5] ، ثم عاجلها الخراب بعدما عمرت وبهر حسنها [6] .
السرر [7] :
موضع بقرب مكة، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فإذا كنت بين الأخشبين ومنى، ونفح بيمينه نحو المشرق، فإن هناك وادياً يقال له السرر فيه سرحة سر تحتها سبعون نبياً ".
سرحة:
مدينة في طريق اليمن بمقربة من عثر، وهي دونها في العظم. السراة[8] :
أعظم جبال العرب، وهو ما بين جرش والطائف، وقيل هو جبل الأزد الذين هم به يقال لهم السراة.
وفي سير ابن إسحاق [9] : أن أشراف اليمن اغتنموا غضبة عمرو بن عامر، وقالت الأزد: لا نتخلف عنه، فساروا وتفرقوا في البلاد، فنزلت آل جفنة الشام، ونزل الأوس والخزرج يثرب، ونزلت أزد السراةالسراة، ونزلت أزد عمان عمان، ثم أرسل الله تعالى على السد السيل، الحديث بطوله. [1] وردت في ص ع بعد هذه اللفظة ((رلوكا)) ولم ترد في المصادر الأخرى. [2] عند المقدسي: خمسون. [3] والديد كانات ... ديد كان: الرسم هنا متابع لما عند الإدريسي؛ وعند المقدسي: ديدكان، وهذه تعني ((المرجل)) بالفارسية. [4] قد تقدم الحديث عنها في مادة ((سامرا)) مفصلاً. [5] ص ع: المتوكل. [6] سقطت من ص. [7] معجم ما استعجم 3: 732، وقارن بياقوت (السرر) . [8] قارن بياقوت (السراة) . [9]السيرة 1: 13.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 311