اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 266
مدينة قرطاجنة، ولما بلغ حسان خبر رادس ركب إليها وقد بلغ من المسلمين أمرها كل مبلغ وكتب إلى الوليد بن عبد الملك [1] يعرفه بذلك وأرسل [2] إليه أربعين رجلاً من أشراف العرب، فأقام حسان مرابطاً برادس حتى يأتيه رأي الوليد، فكتب علماء المشرق إلى إفريقية: من رابط عنا برادس يوماً حججنا عنه حجة، وعظم قدر رادس عند العلماء وفضلها، فلما ورد الخبر إلى الوليد بن عبد الملك بعث إلى عمه عبد العزيز بن مروان وهو على مصر وإفريقية يأمره أن يوجه ألف قبطي وألف قبطية ويحملهم إلى إفريقية، وأمره أن يخرج البحر إلى مدينة تونس ويعمل بها دار صناعة وأن يعمل المراكب ويستكثر منها ويجاهد الروم في البر والبحر وأن يغير على سواحل الروم ويشغلهم عن بلاد الإسلام، وفي رواية أن أنس بن مالك وزيد بن ثابت رضي الله عنهما قالا للمسلمين: من رابط يوماً برادس فله الجنة حتماً، وقالا لعبد الملك: أمد هذه البلاد وانصر أهلها ليأمنوا من الغدر ويكون لك ثوابها وأجرها فإنها من البلدان المقدسة المرحوم أهلها وهي حرس لقمونية [3] ، يريد القيروان، وروي أن ببحر رادس حرق الخضر السفينة وأن الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً الجلندى ملك قرطاجنة فخرق الخضر السفينة ببحر رادس وقتل الغلام بطنبدة [4] وهي المحمدية، وهناك فارق موسى الخضر عليهما السلام، وطنبدة على عشرة أميال من تونس.
رامهرمز [5] :
من كور الأهواز وبالقرب من واسط وهي خوزستان، ومن سوق الأهواز إلى رامهرمز عشرون فرسخاً.
وفتحت رامهرمز [6] عنوة في آخر أيام أبي موسى رضي الله عنه، كان عمر رضي الله عنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن ابعث إلى الأهواز بعثاً كثيفاً مع النعمان بن مقرن، فخرج النعمان في أهل الكوفة فأخذ في وسط السواد حتى قطع دجلة بحيال ميسان ثم أخذ إلى الأهواز على البغال يجنبون الخيل، ثم سار إلى الهرمزان وهو برامهرمز، فلما سمع الهرمزان بسير النعمان بادر إليه رجاء أن يقطعه وقد طمع في نصر أهل فارس، وقد أقبلوا نحوه ونزلت أوائل أمدادهم تستر، فالتقى النعمان والهرمزان فاقتتلوا قتالاً شديداً ثم هزم الله الهرمزان ولحق بتستر، وسار النعمان حتى نزل برامهرمز ثم سار إلى تستر ولحق به سائر جنود المسلمين فحاصروا الهرمزان بتستر ومعه الأعاجم أشهراً إلى أن كان من أمره ما هو مذكور في حرف التاء عند ذكر تستر.
الرانج [7] :
جزائر الرانج كثيرة وأرضها واسعة، وهي تقابل بلاد الزنج الساحلية وأهلها سمر، ويقال إنه لما اضطرب أمر الصين وكثر الظلم والتخليط فيه صير أهل الصين تجاراً إلى الرانج وغيرها من جزائرها وعاملوا أهلها وأنسوا إليهم لعدلهم وحسن معاملتهم فهي لذلك عامرة والمسافر إليها كثير. راتج[8] :
تاؤها منقوطة باثنتين من فوق، أطمة من آطام المدينة لأناس من اليهود ثم لحلفاء بني الأشهل، وهو الذي عنى قيس بن الخطيم في قوله:
ألا إن بين الشرعي وراتج ... ... البيت [9] .
الربذة:
منزل فيه أعراب وماء كثير، وفيه منزل أبي ذر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه قبره وفيها مسجد جامع، وهي من القرى القديمة في الجاهلية.
والربذة هي التي جعلها عمر رضي الله عنه حمى لإبل الصدقة، وهي في اللغة الصوفة من العين تعلق على البعير، وإليها نفى عثمان رضي الله عنه أبا ذر رضي الله عنه فمات بها سنة اثنتين وثلاثين، وهو جندب بن عبادة ويقال ابن السكن، وهو من غفار قبيلة من كنانة.
وكان النبي [10] صلى الله عليه وسلم قال فيه في وجهته إلى تبوك، لما أبطأ بأبي ذر رضي الله عنه جمله، فأخذ رحله فجعله على جمله [11] ثم [1] البكري: عبد الملك بن مروان، وهو الصواب. [2] ص ع: فأرسل. [3] البكري: لمقدونية. [4] البكري: بطنبد، وعند ياقوت ((طنبذة)) بالذال المعجمة. [5] قارن بياقوت (رامهرمز) . [6] قارن بالطبري 1: 2553، وفتوح البلاذري: 466 - 467. [7] الرانج: كذلك ترد في نزهة المشتاق: 22 - 23 (OG: 61) ، وانظر ابن الوردي: 61، وياقوت (زابج) وآثار البلاد: 30 (زانج) والموسوعة الإسلامية في تحديدها. [8] ياقوت (راتج) . [9] تتمة البيت: ضراباً كتجذيم السيال المصعد. [10] السيرة 2: 524، ومعجم ما استعجم 2: 623 - 637. [11] الصواب: فأخذ متاعه فحمله على ظهره.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 266