اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 254
كأن طيب الحياة واللهو وال ... لذات طراً جمعن في كاسه
في دير ميسون ليلة الفصح و ... الليل بهيم صعب بحراسه
دير سليمان [1] :
بجسر منبج، كان إبراهيم بن المدبر لما ولي الثغور الجزرية خرج في بعض أيامه إليه وشرب فيه وقال:
أيا ساقيينا عند دير سليمان ... أديرا كؤوساً فانهلاني وعلاني
وعما بها الندمان والصحب أنني ... تنكرت عيشي بعد أهلي وجيراني
ولا تتركا نفسي تمت بهمومها ... لذكرى حبيب قد شجاني وعناني
وفارقته والله يجمع شمله ... بغلة محزون ولوعة حران
دير الجماجم [2] :
بظاهر الكوفة على شاطئ الفرات، قيل سمي دير الجماجم لأنه كان تعمل فيه أقداح من خشب، وقيل سمي دير الجماجم بوقعة كانت فيه دفنت جماجمهم فيه، وهي وقعة إياد على أعاجم كسرى على شاطئ الفرات الغربي بظاهر الكوفة على طريق البر الذي يسلك إلى البصرة وبهذا الموضع كانت الوقيعة بين عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي وبين الحجاج بن يوسف فإنه قد كان خلع عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وثمانين، فبعث إليه عبد الملك ابنه عبد الله في أهل الشام وأخاه محمد بن مروان في أهل الجزيرة، ومع عبد الرحمن خيار أهل الأرض من القراء خرجوا منكرين لأمر الحجاج، فخيراه في عزل الحجاج ومراجعة الطاعة فلم يجب إلى ذلك فولي الحجاج حربه، فكانت وقعة ابن الأشعث مع الحجاج بدير الجماجم في شعبان من سنة ثلاث وثمانين، فهزم عبد الرحمن ولحق ببلاد الترك بعد أن كانت بينهما ثمانون وقعة أكثرها على الحجاج، وصار عبد الرحمن إلى رتبيل ملك الترك فقبله وأكرمه وصار إليه فل أصحابه وهم زهاء عشرين ألفاً، وكان ابن الأشعث لما انهزم توجه إلى نيسابور ثم إلى كرمان فأغلق الباب دونه فسار إلى رتبيل ملك الترك، فوجه إليه الحجاج من ضمن له ألف ألف وأربعمائة ألف درهم على أن يسلم ابن الأشعث إليه، ففعل فقتل نفسه خشية أن يمثل به، فحمل إليه رأسه. وقال الأصمعي كانت لابن الأشعث أربع وقعات: وقعة الأهواز ووقعة الزاوية ووقعة دير الجماجم ووقعة بدجيل. وفي كتاب الدولابي ما قدمناه كانت بينهما ثمانون وقعة، وفي ذلك قال أعشى همدان وكان ممن خرج مع ابن الأشعث:
إنا سمونا للكفور الفتان ... بالسيد الغطريف عبد الرحمن
سار بجمع كالقطا من قحطان ... ومن معد قد أتى ابن عدنان
أمكن ربي من ثقيف همدان ... يوماً إلى الليل يسلي ما كان
إن ثقيفاً منهم الكذابان ... كذابها الماضي وكذاب ثان وشرح القصة على التفصيل يطول ويتلف الغرض من هذا الكتاب.
دير الزندورد [3] :
في الجانب الشرقي من بغداد وأرضه كلها فواكه وأترج وأعناب، وهي من أجود الأعناب التي تعتصر ببغداد، وفيها يقول أبو نواس:
فسقني من كروم الزندورد ضحى ... ماء العناقيد في ظل العناقيد قال الفضل: سمعت محمداً الأمين يتكلم، وهو أول خليفة سمعت كلامه وقد عرض عليه كتاب فقال: كلام بليغ وليست له حلاوة وهو بمنزلة طعام طيب وليست له نظافة.
دير ماسرجس [4] :
بعانة، وعانة على الفرات والدير بها، [1] معجم ما استعجم 2: 584، وياقوت، وقال: بالثغر عند دلوك مطل على مرج العين. [2] معجم ما استعجم 2: 573، وياقوت. [3] ياقوت (الزندورد) ، والديارات: 215، والمسالك 1: 274. [4] معجم ما استعجم 2: 600، والمسالك 1: 271، وياقوت (ماسر جيس) ، والديارات: 147.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 254