اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 234
خرجت من مدينة واسط تفرقت أنهاراً آخذة إلى بطيحة البصرة، ومقدار جريان الدجلة ثلثمائة فرسخ وقيل أربعمائة فرسخ.
وكانت الدجلة، التي تدعى اليوم العوراء، قبل الإسلام تستقيم من عند المذار، وهي اليوم منقطعة من ثم خرقت الأرض ومرت ذاهبة، وكان كسرى ابرويز قد كسر دجلة عند الخيزرانة ليعود الماء إلى دجلة العوراء وأنفق عليها مالاً عظيماً فأعياه ذلك، ورام خالد بن عبد الله أن يكسرها وأنفق الأموال في ذلك فهدمت دجلة ذلك البنيان وخرقته، وأثار ذلك البنيان ترى، إذا مد الماء دجلة، من آجر وصاروج، وربما عطبت فيه السفن المارة. دجيل[1] :
هو قناة من دجلة كان أبو جعفر المنصور حين بنى بغداد أخرج من دجلةدجيلاً ليسقي تلك القرى كلها، حفرها من دجلة في عقود وثيقة من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها معقودة وعليها عقد وثيق، وسماها دجيلاً. وفي دجيل قتل عبد الرحمن بن أبي ليلى والد محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه، وكان عبد الرحمن هذا يروي عن عمر وعلي وعبد الله وأبي هريرة رضي الله عنهم وكان خرج مع ابن الأشعث فقتل بدجيل.
دارابجرد [2] :
من كور فارس بينها وبين شيراز مائة وخمسون ميلاً، وهي دار الملك ونسبها إلى نفسه، وهي كبيرة عامرة آهلة بها تجار وأسواق وبيع وشراء، وهي مجتمع للتجار المتصرفين في ديار فارس، وعليها سور حصين ويدور به خندق تجتمع فيه فضول المياه التي تسقى بها النخيل وفضالات مياه وعيون جمة، وفيه سمك كثير لا عظم له ولا فلوس عليه، ولها أربعة أبواب، وفي وسطها جبل عال كالقبة [3] ، وبنيانها بالحجارة والطين والجص.
قالوا [4] : وكان بدارابجرد بيت نار معظم كان زرادشت أمر يستاسف الملك أن ينقل ناراً كانت بمدينة خوارزم إلى دارابجرد فالمجوس تعظم هذه النار أشد تعظيم، وهي أكرم نيرانهم، والذي بنى دارابجرد هو دارا بن بهمن بن اسبنديار وهو الذي مات أبوه فخلفه حملاً فعقد له التاج في بطن أمه، وهو والد دارا الذي قتله الإسكندر.
قالوا: ومن النسب الشاذ قولهم في دارابجرد: دراوردي، وقال الشاعر [5] :
أقاتلي الحجاج إن لم أزر له ... دراب وأترك عند هند فؤاديا
فإن كان لا يرضيك حتى تردني ... إلى قطري لا إخالك راضيا
دراورد [6] :
قرية من خراسان منها عبد العزيز بن محمد الدراوردي أصله منها ولكنه ولد بالمدينة ونشأ بها.
الدردور [7] :
موضع في بحر فارس مما يلي شط البحر حيث جبلا كسير وعوير، وهو موضع يدور فيه الماء كالرحى دوراناً دائماً من غير فترة ولا سكون، فإذا سقط إليه مركب أو غيره فلا يزال يدور حتى يتلف، وهو يضيق على مقربة من جبلي كسير وعوير، تسلكه السفن الصغار ولا تسلكه الكبار، وهذه الدردورات ثلاثة: منها هذا الواحد والثاني بمقربة من جزيرة قمار والدردور الثالث في آخر الصين.
درن [8] :
جبل بالمغرب مشهور يعرف بسقنقور، وهو جبل عظيم معترض في الصحراء.
وحكى البكري أن في الحديث أن بالمغرب جبلاً يقال له درن يزف يوم القيامة بأهله إلى النار كما تزف العروس إلى بعلها، وقل أن يكون في الجبال مثله سمواً وكثرة خصب وطول مسافة واتصال عمارة ومبدؤه من البحر المحيط في أقصى السوس، ويمر مع المشرق مستقيماً حتى يصل إلى جبال نفوسة، ويسمى هنالك بجبل نفوسة، [1] لابد من التمييز بين نهرين يسمى كل منهما دجيلا (انظر ياقوت) . [2] نزهة المشتاق: 126؛ وانظر الكرخي: 76، والمقدسي: 428، وابن حوقل: 245، وقد تسقط الألف الأولى منها. [3] ص ع: كالعمة. [4] مروج الذهب 4: 75. [5] هو سوار بن المضرب السعدي (معجم ما استعجم 2: 549) . [6] قارن بياقوت (دراورد) . [7] انظر ياقوت: (الدردور) ، وابن خرداذبه: 60، والبكري (مخ) : 36، والمؤلف ينقل عن نزهة المشتاق: 56 (OG: 164) . [8] البكري: 160، والإدريسي (د/ ب) : 63/ 40.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 234