اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 233
الله عنه أنزلهم دار رملة بنت الحارث، وهو يريد أن يقتل من بقي من المقاتلة، فكان من كلام عمر رضي الله عنه: يا خليفة رسول الله قوم مؤمنون إنما شحوا على أموالهم والقوم يقولون: والله ما رجعنا عن الإسلام ولكن شححنا على أموالنا، فيأبى أبو بكر رضي الله عنه أن يدعهم بهذا القول، ولم يزالوا موقفين بدار رملة حتى توفي أبو بكر رضي الله عنه وولي عمر رضي الله عنه فدعاهم فقال: قد كان من رأيي يوم قدم بكم على أبي بكر رضي الله عنه أن يطلقكم وقد أفضى إلي الأمر فانطلقوا إلى أي البلاد شئتم فأنتم قوم أحرار لا فدية عليكم، فخرجوا حتى نزلوا البصرة، وكان فيهم أبو صفرة والد المهلب وهو غلام يومئذ، وكان في من نزل البصرة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رأي المهاجرين فيهم إذ استشارهم أبو بكر رضي الله عنه كان قتلهم أو فداءهم بأغلى الفداء، وكان عمر رضي الله عنه يرى ألا قتل عليهم ولا فداء، فلم يزالوا محتبسين حتى ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسلهم بغير فداء.
ويروى عن عمر بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى فيهم بأربعمائة، فصار فداء، ثم نظر في ذلك فقال: لا سباء في الإسلام فهم أحرار، والأول أكثر. وعن عروة: لما قدم أهل غزو دبا المدينة قافلين أعطاهم أبو بكر رضي الله عنه خمسة دنانير خمسة دنانير. دبيل[1] :
على وزن خليل، مدينة بالسند هي أول مدنها، وهي على ساحل البحر.
دبوسية [2] :
من بلاد الصغد، مدينة حسنة كثيرة البساتين والثمار، ولها قرى ومزارع وعمارات حسنة، وفيها منبر وأسواق كثيرة، وليس لها كبير قرى ولا رساتيق، ولها سور تراب، وبها مياه جارية.
الدثينة [3] :
مدينة بينها وبين القلزم أربعة وعشرون ميلاً كانت منزلاً لقوم من العماليق، وبها مصانع تجتمع فيها السيول، وكانت فيما مضى محكمة بأبواب مطبقة تفتح إذا شاءوا أن يسقوا أرضاً فإذا اكتفوا أرسلوا الأبواب فحبسوا الماء، وبين القلزم والدثينة الموضع المعروف بجسر القلزم وهو قنطرة على خليج من البحر تجري فيه قوارب من القلزم يحمل فيها الماء العذب والميرة للحاج، وأول من بناه عمرو بن العاصي وأكمله عبد الله بن أبي سرح ثم بناه عبد الملك بن مروان، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بحفر خليج من النيل إلى القلزم وقال: لا تتركن النساء يفدن إلى البيت، وعلى الجسر درابزين من خشب عن يمين وشمال، ويعبر الناس على القنطرة.
دجلة [4] :
هي تخرج من بلاد آمد من ديار بكر، وهي من أعين ببلاد خلاط من أرمينية من الإقليم الخامس من موضع يعرف بحصن ذي القرنين، وتصب إليها أنهار سريط وساتيدما الخارجة من بلاد أرمينية: أرزن وميافارقين وتمر بالموصل، وتصب في نهر الخابور الخارج من بلاد أرمينية، والتقاؤه بدجلة في بلاد قردى وبازبدى من بلاد الموصل، وهذه الديار هي ديار بني حمدان، وفيها يقول الشاعر:
بقردى وبازبدى مصيف ومربع ... وعذب يحاكي السلسبيل برود
وبغداد ما بغداد أما ترابها ... فجمر وأما حرها فشديد وليس هذا نهر الخابور الذي يجري من مدينة رأس عين ويصب في الفرات ثم تمر إلى الداخلة فيصب فيها أسفل من الموصل والحديثة، على فرسخ من الحديثة، من الجانب الشرقي نهر الزاب الأكبر والأصغر الواردان من بلاد أرمينية وأذربيجان، ثم تنتهي الدجلة إلى تكريت وسامراء وبغداد فيصب فيها نهر عيسى، ثم تخرج دجلة من بغداد فتصب فيها أنهار كثيرة مثل نهروان الذي يلي بلاد جرجرايا من مدينة واسط والسيف وتل النعمانية، وإذا [1] معجم ما استعجم 2: 543، وقد وهم البكري وتابعه المؤلف، فإن دبيل بوزن خليل بلد بأرمينية، أو بالشام - كما قال ياقوت - أما البلد الذي في السند فهو ديبل، بتقديم الياء المثناة، انظر فتوح البلاذري: 535 وستأتي ((الديبل)) . [2] عن نزهة المشتاق: 214، وانظر ابن خلكان 3: 48. [3] لعلها الدثنة في الخطط 1: 183 وتلفظ أيضاً ((دفنة)) ، ومن الممكن أن تكون الدفينة (انظر معجم البكري: الدثنية، حيث تلفظ أيضاً الدفنية) ، وقال رمزي في قاموسه: إن مكان دفنة اليوم ((الواقع غربي محطة القنطرة على بعد 13 كيلومتراً منها. [4] البكري (مخ) : 41، وقارن بياقوت (دجلة) والتنبيه والأشراف: 52.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 233