اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 214
يدي الروم في يومين متواليين وذلك في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ثم افتتح مدينتي الإمارة: الخالصة والطاهرية [1] في يومين متواليين أيضاً، وقتل جميع من كان فيها من الروم وهدم الطاهرية يوم الخميس من العام ثم هدم الخالصة ضحى يوم الجمعة من الغد، وفي ذلك يقول صاحب [2] صقلية حينئذ علي بن الخياط الربعي من قصيدة:
فتحنا به الحصنين بالسيف عنوة ... وعاد المصلي حيث كان المصلب
خبت [3] :
بلد دون الجزيرة، وقيل هو ماء لكندة، وقال امرؤ القيس [4] :
يا دار ماوية بالحائل ... فالسهب فالخبتين من عاقل وفي شعر حبيب:
سلام الله عدة رمل خبت ...
الخريبة [5] :
من أعمال البصرة، سميت بذلك لأن المرزبان كان ابتناها قصراً خرب بعده فابتناه المسلمون بعد ذلك وسموه الخريبة. وبالخريبة كانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى سنة ست وثلاثين، وقد مضى من خبر هذه الوقيعة طرف كاف عند ذكر الحوأب. خرخير[6] :
هو اسم ناحية تجاور الصين، وهي كثيرة الخصب والمساكن، مياههم كثيرة وأنهارهم جارية تجري إليهم من ناحية تخوم الصين، ولهم على نهرهم الأعظم أرحاء يطحنون بها الأرز والحنطة وسائر الحبوب كذلك، يطحنونها ويخبزونها ويأكلونها وقد يأكلونها طبيخاً دون طحن فيتقولون بذلك. وهذا الوادي ينبت على حافاته شجر العود، وفيه سمك يسمى الشطرون يفعل في الجماع ما يفعله السقنقور الذي يوجد في نيل مصر.
والمدينة [7] التي يسنكها ملك خرخير مدينة حصينة لها سور منيع وخندق وفصيل كبير، وبقربها جزيرة الياقوت يحيط بها جبل مستدير صعب الصعود لا يقدر أحد على الوصول إليه إلا بعد جهد، ولا يقدر أحد على النزول إلى الجزيرة وبها حيات قتالة، وبأرضها حصى الياقوت كثير، وأهل تلك الناحية يتصيدون هذه اليواقيت بحيل يعرفونها.
ومدن الخرخيرية كلها مجتمعة في موضع واحد من الأرض في، نحو ثلاث مراحل، وهي أربع مدن كبار، ولها أسوار منيعة، وأهلها أهل عدة وقوة وحمية. وتنتج في بلاد الخرخير الخيل والغنم والبقر، وخيلهم قصار الرقاب سمان، وهم يعلفونها للأكل والذبح، وأكثر تصرفهم وانتقالهم على البقر. ونساء الخرخير يتصرفن في جميع الأشغال، وليس للرجال تصرف في أكثر من الحرث والحصاد، والنساء يحجبن أطراف ثديهن لئلا تعظم وفيهن نزالة وشدة مثل الرجال، وهم يحرقون موتاهم ويلقون رمادهم في النهر ومن بعد منهم عن النهر أحرق ميته وذرى رماده في الريح.
خراسان:
قطر معروف، قال الجرجاني: معنى خر: كل، وسان معناه سهل، أي كل بلا تعب، وقال غيره: معنى خراسان بالفارسية مطلع الشمس. وهو عمل كبير وإقليم جليل معتبر، وفي شعر الحكيم الذي ذكر أقطار الأرض وحكم لها قوله: " والدنيا خراسان "؟ والعرب إذا ذكرت المشرق كله قالوا: فارس، فخراسان من فارس، وعلى هذا يؤول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كان الإيمان معلقاً بالثريا لنالته رجال من فارس " أنه عنى أهل خراسان، لأنك إن طلبت مصداق هذا الحديث في فارس لم تجده لا أولاً ولا آخراً وتجد هذه الصفة نفسها في خراسان، دخلوا في الإسلام رغبة، ومنهم العلماء والمحدثون والنساك والمتعبدون، وإذا حصلت المحدثين في كل بلد وجدت نصفهم من أهل خراسان ومنهم، البرامكة والقحاطبة وطاهر وبنوه وغيرهم. وأما أهل فارس فإنهم كانوا كنار خمدت لم تبق لهم بقية تذكر إلا ابن المقفع وابنا سهل: الفضل وحسن. [1] ص: والظاهرية. [2] الصواب: شاعر صاحب صقلية، وعن الربعي هذا دراسة في كتابي ((العرب في صقلية)) (دار المعارف 1959) . [3] معجم ما استعجم 2: 486. [4] ديوانه: 119. [5] معجم ما استعجم 2: 495، وقارن بابن الوردي: 55. [6] نزهة المشتاق: 154، وابن الوردي: 55. [7] النقل مستمر عن نزهة المشتاق.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 214