اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 183
الجولان [1] :
موضع بالشام معروف كانت حاميم بن عمليق بن لاوذ بن إرم نزلوا الجولان من بلاد حوران والبثنية وذلك بين دمشق وطبرية فانقرضت وأباد الله تعالى جميعها، وفي شعر النابغة:
بكى حارث الجولان من فقد ربه [2] ... ويقال الجبل: حارث الجولان.
الجوزاء [3] :
مدينة الجوزاء في ساحل وادي القرى، ولها مسجد جامع وثمان آبار عذبة وبها ثمار ونخل، وأهلها عرب من جهينة وبلي.
؟ الجيزة [4] :
بالزاي اختطها بمصر عمرو بن العاصي رضي الله عنه في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والجيزة قرية كبيرة جميلة البنيان على نيل مصر، لها كل يوم أحد سوق من الأسواق العظيمة يجتمع إليها وبها مسجد جامع فيه الخطبة، ويتصل بهذا المسجد المقياس الذي تعتبر فيه زيادة النيل عند فيضه كل سنة واستشعار ابتدائه في شهر يوليه ومعظم انتهائه اغشت وآخره أول أكتوبر.
والمقياس عمود رخام أبيض مثمن في موضع ينحصر فيه الماء عند انسيابه إليه وهو مفصل على اثنين وعشرين ذراعاً كل ذراع مفصل على أربعة وعشرين قسماً متساوية تعرف بالأصابع فإذا انتهى الفيض عندهم إلى أن يستوفي الماء تسعة عشر ذراعاً فهي الغاية عندهم في طيب العام والمتوسط عندهم ما استوفى سبعة عشر ذراعاً وهو الأحسن عندهم من الزيادة المذكورة، والذي يستحق به السلطان خراجه في البلاد المصرية ستة عشر ذراعاً فصاعداً، وعليها يعطي البشارة للذي يراعي الزيادة كل يوم وصعودها في أقسام الذراع المذكورة ويعلم بها مياومة حتى تستوفي الغاية التي تفضي بها وإن قصر عن ستة عشر ذراعاً فلا مجبى للسلطان في ذلك العام ولا خراج.
ويقال إن بالجيزة المذكورة قبر كعب الأحبار، وفي صدر الجزيرة المذكورة أحجار رخام قد صورت فيها التماسيح فيقال إن بسببها لا يظهر التمساح فيما يلي البلد من النيل بمقدار ثلاثة أميال علواً وسفلاً. جيان[5] :
مدينة بالأندلس بينها وبين بياسة عشرون ميلاً وهي كثيرة الخصب رخيصة الأسعار كثيرة اللحوم والعسل، ولها زائد على ثلاثة آلاف قرية كلها يربى فيها دود الحرير، وبها جنات وبساتين ومزارع وغلات القمح والشعير والباقلى وسائر الحبوب، وعلى ميل منها نهر بلون [6] وهو نهر كبير عليه أرحاء كثيرة جداً، وبها مسجد جامع وعلماء جلة.
وجيان في سفح جبل عال جداً وقصبتها من القصاب الموصوفة بالحصانة ومن غر المدن وشريف البقاع، وفي داخلها عيون وينابيع مطردة، منها عين ثرة عذبة عليها قبو من بناء الأول، ولها بركة كبيرة عليها كان حمام الثور فيه صورة ثور من رخام، وحمام الولد، وهما للسلطان، وحمام ابن السليم وحمام ابن طرفة وحمام ابن إسحاق وتسقى بفضلته بسائط عريضة ومن عيونها عين البلاط عليها قبو للأول وماؤها لا ينقص في زمان من الأزمان، على هذه العين حمام يعرف بحمام حسين، وتسقى بها أيضاً أرض كثيرة، ومن عيونها عين سطرون وماؤها غزير نمير وعليها سقي كثير، والأرحاء الطاحنة على أبواب المنازل بجيان والجنات بظهور البيوت، وجامع جيان مشرف يصعد إليه على درج من جميع نواحيه، وهو من خمس بلاطات، على أعمدة رخام وله صحن كبير حوله سقائف، وهو من بناء الإمام عبد الرحمن بن الحكم على يد مسرة عامل جيان. وجبل من جبال جيان إذا تبايع أهلها أموالهم فيه شرطوا أنه في مجرى السحاب لأن هذا الجبل في مكان لا يكاد يخطئه السحاب بالرياح المختلفة فهم يغالون فيه لهذه الخاصية.
ولكورة جيان أقاليم عدة وبها أسواق كثيرة وسوقها الجامعة يوم.......... [7] ، وكورتها من أشرف الكور، وهي أشبه الكور بكورة البيرة في طيب بقعتها ووفور غلتها ورفع بذرها وكثرة خيرها، وحريرها يفوق حرير البيرة طيباً، ومن أمثال العامة: يذكر البلدان [1] معجم ما استعجم: 406. [2] عجز البيت: وحوران منه موحش متضائل. [3] هي الحوراء - بالحاء المهملة - عند ياقوت والبكري وغيرهما، وذلك هو الصواب، وما ثبت هنا فهو تصحيف ووهم من المؤلف، وسيذكرها في باب الحاء. [4] صبح الأعشى 3: 392، وانظر خطط المقريزي 1: 205. [5] بروفنسال: 70، والترجمة: 88 (Jean) ، والإدريسي (د) : 202. [6] ص ع: بلور. [7] بياض في الأصل.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 183