اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 181
قليلة وبساتينها مثل ذلك، وبها مياه جارية وعيون مطردة، وتجلب منها الجلود المدبوغة التي يتجهز بها إلى سائر بلاد خراسان.
الجودي [1] :
جبل الجودي بالجزيرة وهو المذكور في القرآن، وهو قبل قردى، وحدث من رآه أنه دخل الجودي ودخل الموضع الذي استوت السفينة عليه وقال إنه ثلاثة أجبل بعضها فوق بعض، يصعد إلى الأول في أعلاه جب للماء ثم يصعد إلى الجبل الثالث وهو الذي استوت عليه السفينة، وهناك حجر يقولون ان عليه نزلت وهو شبه سفينة، وهناك بيعتان للنصارى ومسجد للمسلمين، ولهذا الجبل موسمان في العام: موسم في نصف شعبان يقصد إليه الناس من الأقطار البعيدة وموسم في يوم عاشوراء، وينفقون هناك النفقة العظيمة من الصدقات وغير ذلك، وفي أسفل هذا الجبل مدينة ثمانين وقد ذكرناها في حرف الثاء - ويروى أن السفينة استقلت بهم في عاشر رجب واستقرت على الجودي في يوم عاشوراء من المحرم، وروي أن البيت [2] بني من خمسة أجبل أحدها الجودي. جوخى[3] :
بفتح أوله وإسكان ثانيه وبالخاء المعجمة، بالعراق وهو ما سقي من نهر جوخى، ولم يكن بالعراق عند الفرس كورة تعدل كورة جوخى وكان خراجها ثمانين ألف ألف دينار [4] .
جواثى [5] :
بضم أوله وبالثاء المثلثة، مدينة بالبحرين لعبد القيس، قال امرؤ القيس:
ورحنا كأنا من جواثى عشية ... نعالي النعاج بين عدل ومشنق يريد كأنا من تجار جواثى لكثرة ما معهم من الصيد، أراد كثرة أمتعة تجار جواثى، بين عدل أي بين معدول في أعدال، ومشنق أي معلق.
وأول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بجواثى من البحرين، نقله البخاري.
وكان الصديق رضي الله عنه بعث العلاء بن الحضرمي والياً على البحرين، فسار حتى نزل حصن جواثى فسار إليه من ارتد من أهل البحرين فحصروه ومن معه بجواثى، فقال بعضهم [6] :
ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وسكان المدينة أجمعينا
فهل لكم إلى نفر يسير ... مقيم في جواثى محصرينا
توكلنا على الرحمن إنا ... وجدنا النصر للمتوكلينا ثم إن المسلمين بيتوهم ووضعوا فيهم السلاح فلم يفلت من المرتدة أحد وغنم المسلمون خيولهم ومتاعهم وبعث بمال كثير إلى المدينة، ثم سار العلاء بن الحضرمي إلى الخط.
وحدث الأصمعي قال: كان قوم من أهل البحرين من جواثى يتواصلون على العلم والأدب فغاب رجل منهم إلى أكناف العراق فأقام بها برهة ثم عاد فوجد قريبين له قد ماتا فضرب على قبريهما فسطاطاً وأقام حولاً بينهما فلما انقضى الحول قوض فسطاطه ثم قال [7] :
خليلي هبا طال ما قد رقدتما ... أجدكما لا تقضيان كراكما
أجدكما ما ترحمان متيماً ... مقيماً على قبريكما لا يراكما [1] معظم ما جاء هنا ورد في مادة ((ثمانين)) ، وانظر معجم ما استعجم 2: 403. [2] سقطت من ع. [3] انظر ياقوت (جوخا) بالضم والقصر وقد يفتح. [4] ياقوت: درهم. [5] معجم ما استعجم 2: 401، وياقوت (جواثاء) . [6] الأبيات عند ياقوت، مع بعض اختلاف فيالراوية، والاكتفاء (تاريخ الردة) : 139. [7] هي الحماسية رقم: 289 (شرح المرزوقي: 875) ، وقد ذكر التبريزي في شرحه مناسبة أخرى لها، وأوردها ياقوت في مادة (راوند) والبكري في مادة (خزاق) ، وهي في الخزانة 1: 261 - 268، ويبدو أن (جواثي) و (خزاق) في هذه القصة مصحف أحدهما عن الآخر.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 181