اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 180
فضرب أعناقهما، وخرج أهل أليس على أصحابهما فأخذوهم فجاءوا بهم إلى المثنى فضرب أعناقهم وعقد بذلك لأهل أليس ذمة، وانهزم المشركون.
جو [1] :
بفتح أوله وتشديد ثانيه، اسم اليمامة في الجاهلية، حتى سماها الحميري الذي قتل المرأة التي تسمى اليمامة باسمها، وهي زرقاء اليمامة وقصتها مشهورة، وقال الأعشى [2] :
وإن امرءاً قد زرته قبل هذه ... بجو لخير منك نفساً ووالدا يعني هوذة الحنفي صاحب اليمامة ويذم الحارث بن وعلة [3] .
وفي الخبر [4] أن حسان بن تبع الآخر كان غزا طسماً باليمامة فأهلكها، وكانت طسم وجديس تنزل اليمامة وكان لطسم ملك غشوم سيء السيرة في جديس يعمل فيها بالفواحش، فوثبت جديس على طسم وهي غارة فقتلت منها مقتلة عظيمة وقتلت ذلك الملك، ومضى رجل من طسم إلى حسان بن تبع يستصرخه، فوجه معه جيشاً إلى اليمامة، واسم اليمامة يومئذ جو، وكانت بها امرأة يقال لها اليمامة، فلما كانوا من اليمامة على ثلاثة أيام أخبر الطسمي بخبر اليمامة وما يخاف أن تنذر بهم، فعمدوا إلى الشجر فقطعوها، وجعل كل رجل منهم بين يديه شجرة، فنظرت إليهم وقالت: يا معشر جديس لقد سارت إليكم الشجر. ولقد أتتكم حمير، فقالوا: ما ذاك؟ قالت: أرى الشجر قد أقبلت إليكم وأرى معها رجلاً معه كتف يأكلها أو نعل يخصفها، فكذبوها وقالوا لها: اختلط عليك، فصبحهم حمير فأوقعت بهم وقعة أفنتهم إلا يسيراً ففي ذلك يقول الأعشى [5] :
ما نظرت ذات أشفار كما نظرت ... يوماً ولا نظر الذئبي [6] إذ سجعا
قالت: أرى رجلاً في كفه كتف ... أو يخصف النعل لهفي أية صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم ... ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا جوة[7] :
قرية بأرض الحبشة يتخذون الإبل ويكتسبونها [8] ويشربون ألبانها ويستخدمون ظهورها وهي أجل بضاعة عندهم، ويسرق بعضهم أبناء بعض ويبيعونهم من التجار فيخرجونهم إلى أرض مصر في البر والبحر.
جور [9] :
مدينة من بلاد فارس بناها أزدشير بن بابك، وكان مكانها منقع مياه، فاحتال لخروج ذلك وبنى مدينة جور، وهي مدينة جليلة ولها سور من طين وخلفه خندق، ولها أربعة أبواب، وهي كثيرة البساتين والجنات رحيبة الأفنية والجهات، كثيرة الفواكه والثمر فرجة جداً، وجميع جهاتها الأربع يسير الناس بها بين قصور عالية ومتنزهات سامية طيبة الهواء، وكان بوسطها فيما سلف بنيان يسمى الطربال بناه ازدشير الملك وجعل له من العلو مقدار ما إذا صعد الإنسان على أعلاه يشرف على جميع المدينة ورساتيقها، وكان له في أعلى هذا البناء بيت نار فهدمه المسلمون ولم يبق منه إلا رسم وأثر، وله يوم عيد، وهو على عين هناك عجيبة وإليه متنزهاتهم. ويعمل بجور ماء الورد الكثير الطيب العبق الرائحة وذلك لصحة التربة وصفاء الهواء، وألوان سكانها في غاية الحسن من اعتدال الحمرة والبياض، وبينها وبين شيراز عشرون فرسخاً.
الجرزبان [10] :
من مدن الجوزجان، وهي بين جبلين أشبه بلد بمكة شرفها الله تعالى وأعزها، وشعابها كشعابها، ومزارعها [1] معجم ما استعجم 2: 407. [2] ديوان الأعشى: 47. [3] زيادة من معجم البكري وديوان الأعشى. [4] قصة طسم وجديس قد وردت في كتب التاريخ والأمثال، وانظر فصل المقال: 116، والحور العين: 15، وشرح ديوان الأعشى: 74، وفي حاشية هذا المصدر إشارة غلى المظان التي وردت فيها القصة. [5] ديوانه: 74. [6] الديوان: حقاً كما صدق الذئبي؛ والذئبي هو الكاهن سطيح. [7] الإدريسي (د) : 26 (OG: 46) . [8] ص ع: ويكسونها. [9] نزهة المشتاق: 116، وانظر أيضاً ياقوت (جور) ، والكرخي: 76، والبكري (مخ) : 29. [10] ص ع: الجورتان، ولجرزبان أحد الوجوه لهذا الاسم، وعند ابن حوقل: 370، وياقوت: الحرزوان، وعند الفرسكرزوان - بالكاف او بالجيم المعقودة -.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 180