اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 173
وعن وطن لولا العلا وطلابها ... لعز على مثواه أني خارجه
وما صنع القصر العبيدي والحمى ... وسور المصلى والكثيب وعالجه
وشاطئه أنى تنوع حسنه ... وخضرمه أنى تدفع مائجه
سلام على المهديتين ففيهما ... أب بنت عنه قاصر الخطو هادجه وهي طويلة، وهو القائل من قصيدة مدح بها الأمير أبا زكريا رحمه الله:
ذكرت جمة والذكرى تهيج أسى ... وأين جمة مني والمنستير
وما مناي لياليها التي سلفت ... ولا هواي مجانيها المعاطير
لكن بها رحم مجفوة يئست ... من أن تقربني منها المقادير
فإن رأى من أدام الله نعمته ... لعبده خطة فيها فمأجور عرض له فيها بالرغبة في تقديمه لقضاء المهدية، وفي ذلك أيضاً قال من قصيدة:
فأطل يدي وانهض بضبعي وارع لي ... حمداً له علق لديك ثمين
وإلى ذرى المهدية اثن أعنتي ... فبموطني أنا مغرم مفتون
؟ جمدان [1] :
قيل هي مدينة الصين العظمى التي ينزلها ملكهم، وحوالي هذه المدينة مائة وعشرون قرية في كل قرية ألف رجل مرتبون لحراسة المدينة، والمدينة مقسومة بنصفين: نصف يكون فيه أهل بيت الملك وخاصته وعماله، ونصف يكون فيه عامتهم وأسواقهم وللملك ثلاثمائة وستون مدينة، يحمل إليه كل يوم من كل مدينة خراجها وكسوة لبدنه ولجارية من جواريه، وفي قصر الملك بجمدان مائة وثمانون كوساً منكسة، فإذا كان قبل غروب الشمس قرع منها قرعة واحدة فيتبادر الناس للانصراف إلى منازلهم فلا يبقى أحد بعد غروب الشمس خارجاً عن داره، ثم يخترق عسس الملك السكك والطرق بسيوف منتضاة فمن وجد خارجاً عن داره ضربت عنقه كائناً من كان واحتز رأسه وألقي في موضع قد أعد لذلك وكتب على ظهر المقتول: من رأى هذا فلا يتعد أمر الملك.
جنوة [2] :
مدينة في بلاد الروم على ساحل بحر الشام، وهي مدينة قديمة البناء حسنة الجهات شاهقة البناء وافرة البشر [3] كثيرة المزارع والقرى والعمارات، وهي على قرب نهر صغير وأهلها تجار مياسير يسافرون براً وبحراً ويقتحمون سهلاً ووعراً، ولهم أسطول ومعرفة بالحيل الحربية والآلات السلطانية، ولهم بين الروم عزة أنفس. جنداسابور[4] :
بضم أوله وإسكان ثانيه مثنى مضاف إلى سابور، مدينة من بلاد فارس، وهي تجري مجرى المثنى، يقال هذا جنداسابور ودخلت جندي سابور، وهي [5] من عمل خوزستان في نشز من الأرض، حسنة حصينة منيعة تمير من جاورها بخيرها، وبها نخيل كثيرة وزروع ومياه، وعمارات وخصب وفواكه وأسواق جامعة لضروب من الصنائع، وبينها وبين السوس مرحلة.
ولما [6] فرغ أبو [7] سبرة من السوس خرج بجنده حتى نزل في جندي سابور فأقاموا عليها يغادونهم ويراوحونهم القتال فما زالوا مقيمين حتى رمي بسهم الأمان من عبيد [8] المسلمين، وكان فتحها وفتح نهاوند في مقدار شهرين فلم يفجأ المسلمين إلا أبوابها [1] قارن بما ورد في رحلة السيرافي: 75 - 76 وابن الوردي: 34، وهي ((حمدان)) في المروج 1: 313، والبكري (مخ) : 45، وخمدان عند مينورسكي (Chang - an - aaaaaafu) . [2] الإدريسي (م) : 71 - 72. [3] الإدريسي: الثمر. [4] معجم ما استعجم 2: 397. [5] نزهة المشتاق: 124. [6] الطبري 1: 2567. [7] ص ع: ابن. [8] الطبري: عسكر.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 173