اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 146
ومدينة تيركى على النيل ومن هناك يرجع نحو الجنوب، ويلي مدينة تيركى إلى ناحية الجنوب مدينة تادمكة من أرض السودان أيضاً.
تيسر [1] :
صحراء تيسر تلي جبل بنبوان [2] وعليها يدخل المسافرون إلى أودغشت وغانة وغيرهما [3] ، وهذه الصحراء قليلة الأنس لا عامر بها، والماء بها قليل يتزودونه من مجابات معلومة، وفي هذه الصحراء حيات كثيرة طويلة القدود غليظة الأجسام يصيدونها السودان ويقطعون رؤوسها ويطبخونها بالماء والملح ويأكلونها وهي عندهم أطيب طعام يأكلونه.
تيفاش [4] :
ببلاد إفريقية بينها وبين الأربس مرحلة وهي بقرب ملاق وهي مدينة أولية شامخة البناء وتسمى تيفاش الظالمة، وفيها عيون ومزارع كثيرة، وهي في سفح جبل وفيها آثار للأول كثيرة وعليها سور قديم بالحجر، ولها بساتين ورياضات وأكثر غلاتها الشعير، وإليها ينسب مؤلف كتاب " مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء " عمر التيفاشي، وهو كتاب مطول حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد ربه فأبدع، وله " قادمة الجناح في آداب النكاح " وبأرض تيفاش كانت الوقيعة العظيمة لسلطان إفريقية الأمير أبي زكريا على هوارة في سنة ست وثلاثين وستمائة بمقربة من جبل أوراس، وكانوا طغوا وبغوا وصارت لهم شوكة ومنعوا الحقوق للسلطان. تيمليمن[5] :
من مدن نفزاوة، وهو نظر [6] مثل قسطيلية فيه مدن وقصور وعمل كبير، وهذه البلدة تيمليمن مدينة لطيفة حصينة لها أرباض ولها غابة نخل وزيتون وجميع الفواكه فيها قال بعضهم: تيمليمن سبعة أحرف على لطفها وخمول ذكرها ومصر ثلاثة أحرف على عظمها وسمو ذكرها.
تيجس [7] :
بمقربة من تيفاش بقرب وادي الدنانير عند قصر الإفريقي، وهي مدينة أولية شامخة البناء كثيرة الكلأ والربيع.
وفي أيام محمد بن أحمد بن الأغلب المعروف بأبي الغرانيق [8] صاحب القيروان كانت وقيعة تيجس، وذلك أنه قدم محمد بن سالم بن غلبون والياً على باغاية وتيجس فأشار عليه أهل باغاية ألا يمضي إلى تيجس حتى يأخذ رهائنهم ويتوثق منهم فلم يفعل ومضى إلى تيجس فلما توسط البربر وثبوا عليه من كل ناحية فقتلوه وقتلوا أصحابه وأخذوا أثقاله، فلما اتصل ذلك بمحمد بن أحمد أمر بحشد الجند والموالي والأنصار فلما توافوا بعثهم إلى تيجس فقتلوا بربرها قتلاً عظيماً واستباحوا أموالهم.
تيماء [8] :
من أمهات القرى، على سبع ليال من المدينة المكرمة، ولها سور على شاطئ بحر طوله فرسخ، ويخرج من تيماء إلى الشام على حوران والبثنية وحسمى، وبين تيماء وأول الشام ثلاثة أيام، وبتيماء مياه ونخل، ومنه تمتار البادية وبه تجارات قلائل.
وفي تيماء يقول الشاعر [10] في قصة السموأل بن عادياء حين استودع أموال امرئ القيس بن حجر وسلاحه وكراعه فبعث إليه الحارث بن أبي شمر الغساني ليأخذ كل ذلك منه فمنعه ولم يجبه إلى ذلك:
بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدار في أبيات، وأظنها قد تقدمت.
وكانت [11] أمة من العماليق نزلوا في قديم الزمان الحجاز وكان ملكهم بتيماء يقال له الأرقم بن أبي الأرقم فسكنوا مكة. والمدينة والحجاز كله وعتوا عتوا كبيراً، فلما أظهر الله عز وجل [1] في بعض أصول نزهة المشتاق بالتاء كما أثبته المؤلف، وفي النسخة التي اعتمدتها من نزهة المشتاق: 38 نيسر (بالنون) ، وكذلك وردت عند دوزي: 31، وأثبت بيريس الوجهين: 18. [2] ص: سوان. [3] ص ع: وغيرها. [4] البكري: 53، والإدريسي (د/ ب) : 120/ 88، وانظر ياقوت (تيفاش) . [5] هي ايتملين (أو: إيتمليمن) في الاستبصار: 158. [6] ص ع: بطن. [7] البكري: 53، ولدى البكري تعريف آخر بها ص: 63. [8] ولي أبو الغرانيق سنة 250 وأطلق عليه هذا اللقب لأنه كان يهوى صيد الغرانيق، وتوفي سنة 261هـ؟ (ابن عذاري 1: 114 - 116) . [8] ولي أبو الغرانيق سنة 250 وأطلق عليه هذا اللقب لأنه كان يهوى صيد الغرانيق، وتوفي سنة 261هـ؟ (ابن عذاري 1: 114 - 116) . [10] هو الأعشى الكبير. [11] وفاء الوفاء 1: 111، والبكري (مخ) : 75.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 146