اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 120
ألا أريك شيئاً حسناً، فانحدر إلى البحر فأخذ ضفدعاً، فجعل في عنقها شعرة من ذنب فرس، فحانت مني التفاتة فإذا هو خنزير، في عنقه حبل؛ ثم مشى، فدخل به بيسان، فباعه من بعض الأنباط بخمسة دراهم، ثم ارتحلنا، فسرنا غير بعيد، فإذا الأنباط يتعادون في أثرنا، فقلت: قد أتاك القوم، قال: فأقبل منهم رجل جسيم، فرفع يده فلكمه في أصل لجيته، فصرعه عن الدابة، فإذا برأسه معلق بجلده من رقبته، وأوداجه تشخب دماً. فقلت: قتلتم الرجل. فمضى القوم يتعادون هاربين. فقال لي الرأس: انظر، مروا؟. فقلت: نعم، قال: انظر، أمعنوا؟ فذهبت أنظر إليهم، ثم التفت فإذا هو جالس ليس به بلية.
وبيسان [1] :
أيضاً بالحجاز. وفي الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بماء يقال له بيسان في غزوة ذي قرد، فسأل عنه فقيل: اسمه بيسان، وهو ملح. فقال: " هو نعمان وهو طيب "، فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه وغير الله تعالى الماء، واشتراه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ثم تصدق به، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنت يا طلحة إلا فياض " فبذلك سمي الفياض. وقال جابر بن حيوة لعروة بن رويم: اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان، فبلغني أن الله تعالى اختصهم برجلين من الأبدال لا ينقضي منهم رجل إلا أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، لا تذكر لي متماوتاً ولا طعاناً على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال. بيشة[2] :
واد من أودية تهامة. وبيشة السماوة مأسدة معروفة. بيش[3] :
من قواعد بلاد الروم، مشهورة الذكر، كثيرة القطر، عامرة الأسواق والديار، كثيرة البساتين والجنات، متصلة الزراعات، معاقلها كثيرة، وأرضها خصبة، ومياهها مغدودقة، وآثارها عجيبة، ولأهلها مراكب واستعداد لركوب البحر وقصد البلاد. وهي على نهر يأتي إليها من جبل بناحية انكبرده وهو نهر كبير عليه الأرحاء والبساتين. بياش[4] :
موضع أو قرية بالبلاد الإفريقية بين القيروان وتونس. فيه كان قتل محمد بن سليمان القوبع التجيبي [5] الخارج بتونس على محمد بن الأغلب، وكان ولاه عليها، فنبذ طاعته، وخالف عليه، وشرع في قتل الجند، فكتب إليه محمد بن الأغلب يعظه ويحضه على الطاعة، فلم يقبل. فوجه إليه جيشاً عليهم محمد بن موسى معه فيه جماعة من وجوه الجند فيهم تمام بن تميم التميمي، فلما صاروا إلى الموضع المعروف بطبريق زحف إليهم القوبع من تونس، فالتقوا وعثر بتمام فرسه، فسقط وأخذ أسيراً، فأتي به القوبع، فأحب أن يستبقيه، فلما رأى ذلك ابنه ضربه بحربة في صدره، فسقط ميتاً، وانهزم عسكر محمد بن الأغلب، ثم حشد الناس ووجوههم مع خفاجة بن سفيان مولاه. فلما صاروا إلى جبل شعيب من حد صطفورة التقوا فاقتتلوا اقتتالاً شديداً، وقتل من الفريقين عدد كبير. ثم انهزم القوبع وأصحابه، وقتل منهم ما لا يحصى كثرة ومضى المنهزمون يريدون تونس، ولحق القوبع رجل من الجند، فطعنه فأرداه عن فرسه، وهو لا يعرفه، ونزل إليه، فأخذ درعه وسيفه، ولحقه رجل نظر إلى حسن الدرع والسلب، فسأل عن صاحبه، فأشار إليه، فنظر: فإذا هو القوبع، فبدر إليه فضرب عنقه، ومضى برأسه إلى ابن الأغلب، فوصله وأحسن إليه، وكان ذلك في بياش هذه، في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين. وبعث إلى أهل تونس، فأمنهم ورغبهم في العافية، وأمرهم بإخراج أخي القوبع وابنه، فأبوا من ذلك، فقاتلهم على أبواب الخنادق قتالاً شديداً، ورموا بأنفسهم عليهم في خندقهم حتى دخلوا عليهم عنوة، وهرب ابن القوبع في قارب، فوجهت إليه القوارب، فأخذوه، فلما أتي به إليه قال لسلمة بن تميم: انزل فاقتله بأخيك، فنزل إليه سلمة فقال له: لا تجزع يا بني، فإنما هو دين يقضى، فضرب عنقه.
البيضاء [6] :
هي أكبر مدن اصطخر من أرض فارس، لها حصن وربض عامر، وسميت البيضاء لأن قلعتها بيضاء يرى بياضها من بعد، وهي في الكبر تضاهي اصطخر، ولها حروث متسعة وخصب زائد، وأكثر ميرة شيراز منها، وأهلها مياسير وزيهم زي العراقيين في اللباس والعمائم. [1] معجم ما استعجم 1: 292. [2] معجم ما استعجم 1: 293، 294. [3] (Piza) الإدريسي (م) : 72. [4] ص: بياس، ولم أجد لهذا الموضع ذكراً في المصادر المتيسرة. [5] هكذا سماه هنا وهو عند ابن عذاري (1: 110) عمرو بن سليم التجيبي، وفي ثورته على ابن الأغلب راجع L Emirat Aghlabide للطابي ص: 242 - 248 ويسميه ((القوبيع)) ، وهو في ص ع أحياناً بالباء الموحدة وأحياناً ((القويع) بالياء المثناة. [6] نزهة المشتاق: 132.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 120