اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 119
مررت من بوشنج إلى هراة سرت في سواد بوشنج، وقرى متصلة، إلى أن تقرب من هراة.
بوغرات [1] :
مدينة في آخر عمل غانة من بلاد السودان، فيها فخذ من صنهاجة، قالوا: وفي هذا البلد طائر يشبه الخطاف يفهم من صوته كل سامع إفهاماً لا يشوبه لبس: قتل الحسين، قتل الحسين يكررها مراراً. ثم يقول: بكربلا، مرة واحدة، وهذا مشهور عندهم.
بيانه [2] :
بالأندلس من أعمال قرطبة، وهي من مدن قبرة وعلى يمين الطريق الذاهب من قرطبة وشرقي قبرة، بينهما عشرة أميال، وهي على ربوة من الأرض طيبة التربة، كثيرة المياه السائحة، ولها حصن منيع، وبها جامع بناه الإمام عبد الرحمن ومنبر. وكانت قبل الفتنة من غرر البلدان، وكان بها أسواق عامرة وحمامات. وهي كثيرة البساتين والكروم والزيتون، وهي على نهر مربلة يأتيها من جهة القبلة، وهو نهر كبير، عليه الأرحاء الكثيرة. ومن بيانة قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني مولى الوليد بن عبد الملك، سمع بقرطبة من بقي بن مخلد وغيره، وبمكة من جماعة، وبالعراق من أحمد بن زهير بن حرب وهو ابن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة ومحمد بن يزيد المبرد وثعلب وغيرهم.
البيلقان [3] :
مدينة دون برذعة على طريق العراق وهي من عمل الران، دخلها الططر عنوة سنة ثمان عشرة وستمائة، فلم يبق الططر على كبير منهم ولا صغير ولا امرأة، وكانوا إذا رأوا امرأة حسناء فجروا بها ثم قتلوها.
بيانة [4] :
مخفف، قرية من قرى البصرة منها أحمد بن عبد الله البياني، قال: أنشدني الزبير بن بكار:
عتاب ليس ينقطع ... وعذر ليس يستمع
ومقتدر على قتلي ... وهجراني له ولع
يواصل ثم يهجرني ... ويدنو ثم يمتنع بيهق[5] :
مدينة من أعمال نيسابور، سرح ابن عامر إليها الأسود بن كلثوم العدوي من عدي الرباب، ففتحها. وهي من أبرشهر على ستة عشر فرسخاً، وقتل الأسود، وكان فاضلاً في دينه، وكان بعضهم [6] يقول: ما أسفي من العراق على شيء إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين واخوان مثل الأسود بن كلثوم. ومنها البيهقي الإمام والمحدث. وقصبة بيهق يقال لها خسروجرد.
بينون [7] وسلحين وغمدان:
من حصون اليمن التي كان هدمها أرياط ملك الحبشة، ولم يكن في الناس مثلها، وفيها يقول ذو جدن الحميري:
هونك لن يرد الدمع ما فاتا ... لا تهلكن أسفاً في اثر من ماتا
أبعد بينون لا عين ولا أثر ... وبعد سلحين يبني الناس أبياتا
بيسان [8] :
مدينة بالشام صغيرة جداً وتنسب الخمر الطيبة إليها، قال الأخطل [9] :
وجاءوا ببيسانية هي بعدما ... يعل بها الساقي ألذ وأسهل ويقال إن الموضع الذي قتل فيه جالوت كان بيسان من أرض الغور من بلاد الأردن. ومنها القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني كاتب صلاح الدين يوسف بن أيوب والغالب عليه، ذو الترسل البليغ. وينبت ببيسان السامان الذي تعمل منه الحصر السامانية لا يوجد نباته إلا بها وليس في سائر الشام شيء منه. وقال عطية بن قيس الكلابي: وافقني زرعة بن إبراهيم اليهودي فنزلنا بيسان فقال: [1] البكري: 181. [2] بروفنسال: 59، والترجمة: 74 (Baena) . [3] انظر ابن الأثير 12: 382، وياقوت (البيلقان) ، ومعجم ما استعجم 1: 297. [4] انظر ياقوت (بيان) . [5] الطبري 1: 2887. [6] هو عامر بن عبد الله (أو عبد قيس) العنبري. [7] البكري (مخ) : 65 وانظر الإكليل 8: 54، 48، 3، وياقوت (بينون) . [8] معجم ما استعجم 1: 292، وياقوت (بيسان) . [9] ديوان الأخطل: 3.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 119