اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 109
قبح الإله اللهو إلا قينة ... بصرية في حمرة وبياض
الخمر في لحظاتها والورد في ... وجناتها والكشح غير مفاض
في شكل مرجي ونسك مهاجر ... وعفاف سني وسمت إباضي
تاهرت أنت خلية وبرية ... عوضت منك ببصرة فاعتاضي
لا عذر للحمراء في كلفي بها ... أو تستفيض بأبحر وحياض
(1) ما عذرها والعيش عيشي إذ بها ... ملك الملوك ورائض الرواض ومدينة البصرة هذه محدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريباً منه، وبين البصرة وفاس مرحلتان أو ثلاث. بصنا[2] :
مدينة من كور خوزستان بينها وبين مدينة السوس مرحلة، وهي صغيرة خلقها كثير، وبها طرز للسلطان يعمل بها الستور المنسوبة إليها في جميع الأرض المكتوب على تطريزها " مما عمل ببصنا "، وقد يعمل بغيرها من المدن ستور تكتب عليها " بصنا ".
بصرى:
من أرض الشام من أعمال دمشق وهي مدينة حوران وفي شرقي هذه المدينة بحيرة تجتمع فيها مياه دمشق وتسير منها في صحراء ورمال مقدار خمسة عشر فرسخاً فتدخل دمشق.
وفي الخبر أن آمنة لما حملت بالنبي صلى الله عليه وسلم رأت كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام، روي ذلك عنه صلى الله عليه وسلم.
بعلبك [3] :
مدينة بالشام بينها وبين دمشق في جهة الشرق مرحلتان، وهي حصينة في سفح جبل وعليها سور حصين بالحجارة سعته عشرون شبراً، والماء يشق في وسطها ويدخل كثيراً من ديارها وعلى هذا النهر أرحاء ومطاحن، وهي كثيرة الغلات نامية الإصابات والفواكه كثيرة الكروم والأشجار رخيصة الأسعار، وبها من عجيب الآثار الملعبان، والكبير بني في أيام سليمان بن داود عليهما السلام، وطول الحجر من حجارته عشرة أذرع على عمد شاهقة يروع منظرها [4] وبهذه المدينة من الهياكل شيء عجيب.
وهذه المدينة هي المذكورة في قول امرئ القيس:
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ... ولابن جريج في قرى حمص أنكرا وهي قديمة البناء جداً حتى إن عوام أهلها يزعمون أن سورها من بنيان الشياطين لا يغيره زمان ولا يؤثر فيه حدثان، ولكثرة بساتينهم يشترى عندهم من الفواكه بدانق ما يأكل جماعة أهل البيت ويفضلون منه. قيل النسبة إليها بعلبكي وإن شئت قلت بعلي أو بكي وفتحت بصلح في زمان عمر رضي الله عنه سنة أربع عشرة، وإلى أهل بعلبك بعث الله تعالى الياس النبي عليه السلام، وكان لأهل بعلبك صنم يدعى بعلاً والبعل بلغة اليمن الرب، فسميت بعبادة أهلها بعلاً واسم الموضع بك.
بعاث [5] :
بضم أوله وبالعين المهملة والثاء المثلثة موضع على ليلتين من المدينة النبوية فيه كانت الوقيعة واليوم المنسوب إليها بين الأوس والخزرج قبل الإسلام، قالت عائشة رضي الله عنها: كان يوم بعاث يوماً قدمه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملأهم وقتلت سراتهم وجرحوا فقدمه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام.
بغداد [6] :
دار مملكة خلفاء بني العباس، وفيها أربع لغات: بغداد بدالين مهملتين، وبغداذ معجمة [7] الأخيرة، وبغدان بالنون، ومغدان بالميم بدلاً من الباء، وتذكر وتؤنث. قالوا: وبغداذ بالفارسية عطية الصنم لأن بغ صنم وداذ عطية، ولذلك
(1) البكري: والبحر عيسى ربها، وذلك يشير إلى أن الممدوح اسمه ((عيسى)) . [2] انظر الكرخي: 64، وابن حوقل: 231، وياقوت (بصنا) . [3] نزهة المشتاق: 116، وصبح الأعشى 4: 109. [4] نزهة المشتاق: والمعلب الصغير قد تهدم أكثره وذهبت محاسنه وبقي منه الآن حائط قائم طوله عشرون ذراعاً وارتفاعه على الأرض عشرون ذراعاً ... [5] معجم ما استعجم 1: 259. [6] معجم ما استعجم 1: 261، وياقوت (بغداد) ، وابن حوقل: 215، والكرخي: 58، وتاريخ بغداد 1: 25 - 127. [7] ص ع: مهملة.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 109