اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 563
هذا المناخ لا يكون عادة شديدًا بدرجة تؤدي إلى توقف الحياة النباتية، كما أن الرياح تكون محملة أحيانًا برذاذ من المياه المالحة التي تضر النباتات[1]، وذلك فضلًا عن أن قوة الرياح على الشاطئ تعتبر من العوامل التي لا تساعد على نمو الأشجار حيث إنها تعمل على نشاط فقدان المياه بالنتح.
وتعتبر الغابات النفضية عمومًا من أهم موارد الأخشاب في العالم خصوصًا فيما يتعلق بالأخشاب الصلبة، وأهم الأشجار التي تنمو بها هي أشجار البلوط والزان والبوداق، "لسان العصفور" والغرغار "Ash" والأسفندان والقسطل "Elm" والجوز، ومما يساعد على استغلال هذه الأشجار أنها قليلة الاختلاط بعضها ببعض أو بغيرها من الأشجار، فكثيرًا ما توجد مساحات واسعة منها لا يغطيها إلا نوعين أو ثلاثة أنواع فقط من الأشجار، وذلك بخلاف الحال في الغابات المدارية المطيرة التي تختلط بها الأنواع المتباينة واختلاطًا شديدًا يجعل استغلال الأنواع ذات القيمة الاقتصادية أمرًا شديد الصعوبة.
2- الغابات الصنوبرية "أو المخروطية":
تعتبر الغابات الصنوبرية من أهم النباتات الطبيعية التي تنمو في العروض المعتدلة الباردة في نصف الكرة الشمالي، وهي تغطي مساحات واسعة في أوراسيا وأمريكا الشمالية، وذلك إلى الشمال من خط عرض 50ْ تقريبًا في أوراسيا و45ْ في أمريكا، أما حدها الشمالي فيتفق عمومًا مع خط حرارة 10ْ لأدفإ الشهور، حيث إن الأشجار لا تستطيع النمو إلا إذا كان هناك شهر واحد على الأقل يرتفع درجة حرارته إلى 10ْ أو أكثر.
ويلاحظ أن الانتقال بين الغابات الصنوبرية والصحاري الجليدية التي تمتد إلى الشمال منها، وبينها وبين الغابات النفضية التي تنتشر إلى الجنوب منها يكون غالبًا تدريجيًّا، فمن ناحية الشمال تتناقص كثافة الغابات ويتناقص حجم أشجارها كلما اقتربنا من القطبين، ويطلق اسم التايجا "Taiga" في شمال أوارسيا على القسم الشمالي من الغابات الصنوبرية الذي يمثل مرحلة الانتقال [1] Horrocks, N.K. "physical geography and climatology" 1953. p.245
اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 563