responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف    الجزء : 1  صفحة : 528
كانت حبيباته دقيقة ساعد ذلك جذور النباتات على أن تستمد غذاءها من سطح أوسع لأن مجموع سطح الحبيبات في التربة الناعمة يكون أكبر منه في التربة الخشنة، والمعروف أن النباتات تستمد غذاءها من هذه السطوح، وقد قدر مثلًا أن الرطل الواحد من المواد الغروية يمكن أن يغطي مساحة قدرها خمسة أفدنة لو أنه نشر على سطح مستوٍ.
والمألوف في التربة هو أن الحبات والحبيبات لا توجد متفرقة ولكنها تتكتل مع بعضها لتتكون منها مجمعات مختلفة الأشكال والأحجام، والنظام الذي تتكتل به الحبات هو ما يعبر عنه باسم تركيب التربة أو بنائها "soil structure" وتأخذ الحبات في تكتلها أشكالًا معروفة فمنها ما يتكتل في مجمعات تأخذ أشكال قطع الصخور المهشمة أو الشظايا ذات الزوايا المحددة، ومنها ما يأخذ أشكالًا كروية أو بيضية أو منشورية أو شكل الضفائر أو البلاط.
وقد يوصف تركيب التربة بأنه جيد أو رديء على حسب درجة ملاءمته لنمو النباتات، وترتبط جودة التركيب بعوامل مختلفة من أهمها وجود مواد تساعد حبات التربة على الالتصاق والتكتل، وأفضل المواد لهذا الغرض هي المواد التي تحتوي على غذاء عضوي أو معدني مثل الدبال "humus" والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز، كما أن نسيج التربة نفسه له دخل كبير في خلق التركيب المناسب، وتعتبر التربة الغرينية والصلصالية من أكثر أنواع التربة ملاءمة لإيجاد التركيب الجيد بسبب كثرة ما بها من مواد غروية.
ولئن كان التوازن الكيميائي في تكوين التربة مهم لرفع قيمتها الإنتاجية فإن نسيج التربة وتركيبها يعتبران كذلك من الصفات المهمة التي يجب مراعاتها عند بحث هذه القيمة، وهما يسيران جنبًا إلى جنب ولا يمكن أن يستغني بأحدهما عن الآخر، فلا يكفي مثلًا أن يكون نسيج التربة ناعمًا مثل الصلصال أو الغرين دون أن يكون تركيبها جيدًا؛ لأنها تكون في هذه الحالة صماء وغير ملائمة لتسرب الماء أو الهواء بين حباتها، كما يكون نفاذ جذور النباتات فيها

اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف    الجزء : 1  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست