اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 467
وارتفاعاتها، فباستثناء هذه المناطق، فإن المعدلات الحرارية الشهرية الشتوية لا تنخفض في معظم الأجزاء الشمالية من العالم العربي عن 5ْ مئوية، وأبرد الشهور عادة هو شهر يناير الذي يبلغ معدله في حلب 5.5ْم وفي دمشق 6.6ْ وفي الموصل 6.6ْ، أما على الجبال المرتفعة مثل بعض جبال لبنان وبعض جبال أطلس فقد تنخفض المعدلات إلى ما دون درجة التجمد فتتغطى هذه الجبال بالثلوج خلال شهر أو أكثر من أشهر الشتاء.
أما في باقي أجزاء العالم العربي بما في ذلك السواحل المشرفة على البحر المتوسط نفسه فإن الحرارة تكون عادة معتدلة في هذا الفصل، بل إن كل المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدار السرطان تقريبًا تكون دافئة أو مائلة للحرارة، كما هي الحال في جنوب السودان والصومال واليمن الجنوبية، حيث لا تنخفض المعدلات الشهرية فيها جميعًا عن 24ْم، كما يتضح من أرقام محطات واو وجوبا والمالاكال في السودان، وأرقام بربرة ومقديشيو وجيبوتي وعدن.
ثالثًا- الفصلان الانتقاليان "الربيع والخريف":
يلاحظ أن الانتقال بين الصيف والشتاء يحدث في بعض المناطق بصورة سريعة بينما يحدث في بعضها الآخر بشكل تدريجي، ويكون الانتقال سريعًا بصفة خاصة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وفي المناطق الواقعة على أطراف الضغوط الموسمية الكبرى، وأهمها الضغط المرتفع الذي يتكون على آسيا في الشتاء، والضغط المنخفض الذي يتكون عليها وعلى كل شمال إفريقيا في الصيف، وتعتبر العراق وإمارات الخليج العربي وشمالي المملكة العربية السعودية ووسطها من أوضح الأمثلة على ذلك، ويبدو هذا واضحًا بمجرد النظر إلى المنحنيات الحرارية لبعض محطاتها مثل محطات الكويت والبصرة، ويرجع هذا الانتقال السريع إلى أن الضغط المرتفع يأخذ في الارتفاع بسرعة على آسيا بعد انتهاء فصل الصيف بوقت قصير، وإلى أن الضغط المنخفض على نفس القارة وامتداده على شمال إفريقيا يأخذان كذلك في التعمق بسرعة بمجرد
اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 467